بذورِ الخوفِ أنبتت بقلبها رعبٌ قد تفرعَ لجوانبِ حياتها أجمع، جاهدتْ لوقتٍ طويلٍ بإخفاءِ هويةَ جَسدِها الحقيقية،صنعت الأكاذيب وصدقتهم لذا هي كانت كذبة جميلة لنفسها.
ومن كلِ الأكاذيب التي قد رويت لي يوماً، أنتِ وأنا كانت كذبتي المفضلة.
الراوية هادئة ن...
"حقاً؟" ترفع حاجباً وتعضُ شفاهها، "أجل، قبلَ قليل" أبتسم بإتساع، "مباركٌ لكما إذاً" تبتسم هي الأخرى، لكني اميزها، إبتسامتها مزيفة.
نصل بعد وقتٍ ليسَ بالطويل، ينصرفُ كلَ منهم إلى منزلهِ، ابقى بجانب لورين، "هيا تعالي" تتكلم مُبتسمة لي، "إلى أين؟" اقضمُ شفتي، "ليس عليكِ معرفة ذلك" تشدني نحوها من يدي.
تأخذني بحضنٍ عميقٍ مرةً أخرى، "لا مانع لدّي أن احبكِ حتى التقمصِ، حتى التوحد، حتى فنائي فيكِ وحتى أندثاري" تهمس وتعتصرني بحضنها.
"لا مانع لدّي أن تنتهي حياتي شرطِ أن نكون سوياً" اهمس واخرجُ من حضنها الناعم.
"تعالي معي، لا أحد بالمنزل" تتكلم واومئ بإبتسامة، تسحبني من يدي ونتقدم لخارجَ النادي، دقائق من المشي، الكلام الفارغ، المداعبات والمغازلات قد انقضت بتقدمنا.
"لورين، منزلكِ جيد وجميل، كيف ذلك نسبة لوضعكِ المادي" اسأل وارتكئ على الحائط بجانبي.
"وضعيّ أنا السيء ليس عائلتي" تقهقه قليلا لاقطب حاجباي،"كيف ذلك؟" ارفعُ حاجباً لها، "حسناً، ما اجني من مالٍ من عملي جيد جداً، لكن أبي من يأخذهُ، لذا أنا لا يمكنني التصرفَ به" تبتسم بإنكسار.
"أبي عاطل عن العمل لذا أنا مُجبرة أن أقدم لهُ المال" ابتسامتها لازالت على وجهها.
"تعلمين أن يوماً ما ستحل كلَ مشاكلكِ صحيح؟" ابتسم لها وتومئ، "أجل، هيا" تتكلم وتأخذُ مفتاحٌ وتهمُ للخروجَ من المنزل، اتبعها بخطواتٍ سريعة.
نتجه للباحة الخلفية، ارى شجرةً عاليةً وبها حجرةً صغيرة، ذاتها التي اخبرتني عنها لورين سابقاً، تصعدُ وأنا خلفها، تدخلُ بعد فتحِ الباب بمفتاحها، ندخل وتجلس هي على الأريكة.
اوجه يدي لبين فخذيها واضغط بخفة لتنفر مستقيمة عني، "هييه اتركيه وشأنهُ" تقطب حاجباها وأبتسم برفق، "لكنهُ.. " تُقاطعني عن كلامي "لايهم ما حالتهُ" تقهقه وتقبل وجنتي بسرعة وتنهض عني، "اريدُ أنا اريكِ شيئاً" تتكلم وتسحبني من معصم يدي، نتوجه لحجرة أخرى صغيرة، بها الكثير من الأشياء المُغطاة بقماشٍ طويل.
تُبعدُ قماشاً عن مجسمٍ طويل، اركزُ بالمجسم الخشبي، هو جسدين لفتاتين، "نحنُ" تهمس وابتسم بإتساع، "أنتِ من فعلها؟" اسأل مُبتسمة بإتساع، "أجل أنا من صممها" تبتسم بالمقابل، اقترب لها واعانقها، "أشعرُ أنني لا أعلمُ من أنتِ" اهمس بهدوء، تومئ وتشدُ عليّ، "أحبُ العناق" تهمس لاقهقه قليلاً، هي تجاهلت كلامي.
ابتعد عن حضننا بإبتسامة، انظرُ لأنحاء الحجرة، اجدُ قلمَ حبر، أبتسم واخطفهُ من على سطح المكتب.
اجلس على الأرضية واربع ساقاي، تجلس امامي، امسكُ يدها ،اركزُ جيداً واطبعُ على جلدِ معصمها الحبرَ، اخططُ شكلَ القلب مع إضافة صغيرة، لقد بدا جيداً ،متساوياً الأطراف.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
انهضُ واقفُ أمامَ مرأةٍ ، ارسمُ فوقَ شفاهي شارب، اتجه لها لتقهقه هي بقوة، تنهضُ عن الأرضية وتأخذُ مِعطفٌ كان مُلقى على الأريكة، ادفعها بخفة لتستلقي على الأريكة، تُخفي وجهها عدا عيناها بطرفِ المِعطف.
امثلُ دور الرجل واقطب حاجباي مع تحريك فمي يميناً ويساراً، تضحكُ هيَ وتشدني نحوها ،"اخيراً تحقق ما اريد" تهمسُ وتقبلُ شفاهي ،تسحبني نحوها وتحضنني بعمق، وكأنني سأهربُ منها ،لكنني أعلم أنها تعلم إن اردتُ أن أهرب ستكون هي المأوى.
لأنني أعلم أنني غرقت، لأن عينيهاِ صافيتين كنهرين من الزمرد، وأنا لا احتمل كثافة اللون الأخضر ولا أتحمل رؤية مليون شجرة تتجمع في عينيها، أنا غرقتُ.