انتبه اخيراً لها وبقي يحدق بها ، ظناً منه انها كانت صورة ثابتة او شيئاً ما ، او انها ستبدأ بالصراخ كمجنونة وتقطيع جسد شخص ما .  

لكن عيناها ضاقتا قليلاً وكأنها كانت تبتسم ، ابتسامة مسالمة .

"آمم ، مرحباً ؟"

تلفت حوله ليتأكد من عدم وجود اي شخص ، لأنه سيبدو مجنوناً إذا كان يتحدث لصورة ثابته !

"مرحباً ." أجابته بصوت خافت ليبتسم مرتاحاً ، الصورة لم تكن ثابتة بعد كل شيء !! اثبات اخر أنه ليس مجنوناً .. ليذهب المصح للجحيم !

الارقام على العداد كانت تتناقص باستمرار ، واستنتج ان هذه الارقام تشير للوقت المتبقي له ، قبل ان تغلق المحادثة من تلقاء نفسها كما فُتِحَت .

الفكرة كانت مثيرة بالنسبة لدرو ، خمسة دقائق مع غريب ما ، يمكنك قول او فعل أي شيء ، وعندما تنتهي الدقائق الخمسة .. سيمحى الأمر وكأنه لم يكن .

"أنا آبولو ." قال كطالب في الصف الثالث الابتدائي ، ويعرف نفسه في يومه الأول في المدرسة ، لتضيق ابتسامة اخرى  عينيها وتقول بشك "هل هذا اسمك الحقيقي ؟"

"هذا يعتمد على تعريفكِ للحقيقة ، لكن هل يهم الأمر ؟"

هل يهم ان تعرف اسم غريب لن تقابله مجدداً على الاطلاق ؟ بالطبع .. اجابتها كانت بتحريك كتفيها كعلامة لعدم الاهتمام .

"أنا آفروديت ."

 كانت تهمس ، والجو حولها كان مظلماً ليشكل المزيد من الغموض ، ابتسم درو .. او لم يكن يبتسم ، لقد فقد التحكم بعضلات وجهه التي اصبحت تبتسم بشكل مرتعش ، آه .. اللعنة ، ستخاف الآن .

"تعلم .. لا اقصد اي شيء ، لكن ابتسامتك أصبحت مخيفة ."

هل رأيت ابتسامات مرضى باركينسون اللاإرادية ؟ ليست الطف ابتسامة في الوجود على الارجح ، إنها تلك النوع من الابتسامة التي لا تصل للعينين .

جاهد ليخفي الإبتسامة لكنه لم يستطع ، لو كان يستطيع التحكم بجسده لنجح في العزف !! لهذا ضغط بأظافره بقوة في فخذه ، وكأن هذا سيساعده بشكل ما ليسيطر على وجهه . 

تعليقها لم يكن لطيفاً جداً ، لكنها لم تكن تعرف .. لذا لم يلمها أبولو ، وابتسم بالفعل اخيراً !

"لماذا تضعين كيساً ورقياً ؟"

"اسمي آفرودَيت ، ولا يمكنك ان تحزر السبب ؟" سألت ثم أطلقت ضحكة صغيرة ، ليبتسم تلقائياً ، هذه اول مرة يقابل شخصاً لا يرى في هوسه بالآلهة اليونانية شيئاً غريباً ! لم يكن متأكداً إذا قالت آفروديت كاستهزاء به .. أو انها فعلاً آفروديت . 

لكن ان تكون مع شخص بمثل غرابتك هو شيء مريح فعلاً ، لذا في كلتا الحالتين .. كان درو مرتاحاً . 

The Butterfly Effectحيث تعيش القصص. اكتشف الآن