الفصل ١١: اهلاً بعودتك

4.2K 270 648
                                    


( بين حسرة الأمس والتفاؤل بالغد وقعتُ في حيرة اليوم ،، ابحث عن تلك الحلقة المفقودة التي ستنقذني من ويلات تأنيب الضمير التي تأكل قلبي كلقمة صائغة بعد ان عصف به إعصار الخوف الفتاك ظهيرة الأمس ،، ما السبيل الى ذلك ؟ عيناي الذابلتان لم تتوقفا عن التحديق في هاتفي المحمول على يداي باهتمام ، كانتا مقيدتان بشاشته التي يظهر عليها رقم والدي ، كلما هممتُ في الضغط على زر الاتصال تتناهى الى سمعي آخر كلماته سجّلتها أذناي " ربما من الآن فصاعداً لن اتوقع شيئاً من فتاةٍ مدللة تعتمد على والدها في كل شيء " ، كلماته كانت تتردد صداً موجعاً في رأسي و لم ينقذني منه الا صوتي الداخلي وهو يحاورني "  هل اضغط ؟ ،، لا ، عليك ان تتريثي قليلاً ،، ولكن .. انا ليس لدي حل ،، مهلاً مهلاً وإذا اتصلتِ به كيف ستخبرينه بالأمر ؟ ،، هممم لا اعرف ليست لدي فكرة ،، اهدئي وفكّري جيداً ، ستجدين حل " ،، دفنتُ وجهي في وسادتي بعمق وانا اعتصرها ، لم يلبث عقلي بالبحث عن حل حتى حاصره النعاس فاستسلم له فوراً ، أغمضتُ عيناي لأبصر الظلام وسكون يحبس الانفاس مزَّقه صوت المطر وهو يهطل بغزارة ، هناك شاهدته .. ، مرتدياً بذلته الرسمية الصامدة في وجه المطر المنهمر ،، كعادته يقف بشموخ وعيناه مصوبتان نحو السماء المتلبدة بالسحب الكثيفة وكأنه يطلب العفو منها قبل ان تصب جام غضبها وسخطها عليه غير متعاطفة مع ملامحه البائسة فما كان منه إلا ان ينحني رأسه انكساراً متزامناً مع عينيه الحادتين لتصبحا ذابلتين بشكل لا يسر الناظرين ،، حينها .. تقدم نحوه رجل مطموس الملامح ، سأله بصوت حاد وخشن " هل أنتَ الماستر ؟" ، لم يجبه فصوته الضعيف سيمحو كل ما تبقى له من كبرياء لذا أومى برأسه إيجاباً ، فرفع الرجل بطاقته وتابع كلامه " شرطة ، أنتَ رهن الإعتقال " ..!! )

.
.
.
.
.
.

( رنين المنبه المزعج أخرجني من العالم الأثيري ليعيدني الى ارض الواقع ، نهضتُ من السرير مفجوعة من ذاك الحلم الغامض وانا اتساءل ..؟ اريد تفسيراً لهذا الحلم المثير للريبة .. حتى تذكرتُ مصيبتي الحالية ! " لقد غفوتُ دون ان اجد لها حلاً !!! يا الهي ماذا علي ان افعل ؟ هروب ؟ لالالا سيعتقد الجميع انني جبانة . اتصل بوالدي ؟ سبق وان قلتُ ان هذه الفكرة مرفوضة ، يجب ان اعتمد على نفسي .. حسناً لم يبقى الا خيار واحد .. ' المواجهة ' ، اجل لا ارى حل مناسب غيره ولن اكترث لما يقوله الجميع : فليخرسوا ، انا ليديا الوريثة هنا وليس ذاك الملك المزعوم الذي ولَّى نفسه حاكماً على الجميع ، سأخرج امام الجميع وكأن شيئاً لم يحدث " ،، بدأتُ بالاستعداد والتجهيز للذهاب وانا اشجع وأدعم نفسي بعدة نصائح تحفيزية مشابهة لما قلته للتو .. اصبحتُ جاهزة ، حملتُ حقيبتي بثقة وما انا فتحتُ الباب ،، تأكدتُ تماماً .. أن المصائب لا تأتي فرادى )

جوليا << بصوت ناعم >>: صباح الخير آنسة ليديا سكارليت

( انحنت جوليا بأدب وهي تلقي التحية علي مع ابتسامتها النقية تصيبك بالتفاءل مع بداية هذا الصباح ، ولكن..! " بالتفكير في الامر جيداً والعودة الى الماضي قليلاً ، انا لم اعتذر عن ما فعلته لها سابقاً .. يا الهي لماذا يحدث هذه الآن لي ؟ ماذا علي ان اقول لها الآن ؟ ياللاحراج " ارتجف قلبي من المفاجأة ، حضورها لم يكن بالحسبان ابداً)

تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن