الفصل الثامن

3.9K 207 28
                                    


قبل سبع سنوات

تحديدًا بتلك الغرفة بالقصر، يجلس هناك الشاب ومعه فرشاه الرسم، كالعادة بالصباح يكمل الروتين الذي إعتاد عليه ليكمل لوحته، قهوته المفضلة و روايته جانبها، كان يمزج اللون الأحمر كثيراً ولكن لم يعجبه الدرجات أبدا ووسط انشغاله بمزج الألوان كانت زوجه والده قد وضعت هذا الدواء فى قهوته الصباحيه كالعاده و تتأكد دوماً من مزجه و ذوبان هذا الدواء قبل ان تقدمه خادمه القصر له، اصبحت تغيرات الشاب واضحه و تحدثه أثناء الليل و هلوسته زادت مع قلق والده، ظن ان هوايته ادت به إلى الجنون.

حتي اتي ذلك اليوم المشؤوم التي زادت به الجرعة صباحًا و قرأ روايته المفضلة حتى انهى الرواية وهو يخاطب نفسه، و تلك الجرعة جعلته يرسم لوحاته فى المساء بعنف أدت لتمزيق بعض اللوحات منها، الموسيقي عاليه فى غرفته الواسعة جعلت حارسه الشخصي يدخل ليستأذنه بغلقها ولكنه تشاجر معه بعدم إغلاقها حتى قتله بتحطيم المذياع على رأسه جعلته يسقط أرضا بقوة، كان سيفقد صوابة لولا رؤيته للون الدماء..

أخذ لوحته بسرعه ووضعها أرضًا جانب جثه حارسه و جلس على ركبتيه يلتقط الدماء بفرشاته ليكمل بها لوحته، عند دخول والده هو صعق من المنظر و حينها أتصلوا بمشفي الأمراض النفسية ومنذ وقتها وهو يأخذ ذلك العلاج حتي توقف عن أخذه بسبب قول إيميليا..

هاري ظن انه جُن بسبب هوايته، وحتى الأن هو لا يعلم كيف أتت له تلك الهلاوس منذ البداية.

هاري ستايلز

غسلت وجهي ونظرت بالمرآه، أنا لم أري نفسي.. شخص آخر غيري.

تلك التجاعيد التي أثرت بوجهي بسبب القناع، وذقني التي لم أحلقها منذ فتره طويلة جدًا، عيناي التي ذبلت من كثره الأرق و الأدوية، سمعت طرق خفيف على الباب وتجاهلته وانا أكمل غسل وجهي، وعندما نظرت للمرآه دلفت إيميليا إلى الغرفة وتفاجئت بوجودها هُنا..

"إذا ماركو أحرق المشفي و هرب؟" رفعت الرواية والتقت المنشفه لأجفف وجهي و أنا اهمهم موافقا على حديثها، لقد تفاجئت انها أنهتها خلال ثلاثه أيام..

"وويليامز كان رفيقه الذي يحدثه بالغرفة عندما قتله لأن تلك كانت روحه التى تحدثه؟ هو من ساعده على الهروب رغم انه قتله، هذا غريب.." فتحت الروايه ووضعتها على المنضده الصغيرة بمنتصف الغرفة.

"إن وجدك أحدهم هنا ستعاقبين" تهربت من الاجابه وحينها هى ظلت تقلب بالصفحات.

"لما هناك دوائر على كلمه قتل؟" نظرت مجدداً نحوي، كنت اتفادى نظراتها دوماً واتفادى أسئلتها عني لذا ظللتُ صامت.

"لما كنت تنادي بإسم ويليامز دومًا وكأنك تتحدث لأشخاص معك أنا لا أراهم"

"إيميليا.. اذهبي من هنا" طلبت منها بجديه هذه المره.

السجين // H.S Where stories live. Discover now