اليوم السابع

40 3 0
                                    


إلى بدر:

انت لم تتكلم معي منذ الامس، لم تطرق الباب ولو لمره واحدة حينما قررت اني اريد ان انعزل بغرفتي عن العالم..
إنك تتعايش سريعًا، انا فخور بك.

لقد إخترت التكور على نفسي بهذهِ الغرفة الباردة لما تبقى من حياتي، أود ان أعكف على الكتابة، بهذا أنا اشعر اني اكتب ما اشعر به بشكل مفصل خلال اليوم، واعتقد ان ذلك يعني الكثير من الأحرف لتُقرأ بعد موتي.
لقد كان الموت وحيدًا احدى اكبر مخاوفي في فترة سابقة، ولا اعلم كيف انتهت بي الامور ليكون خياري.
أعتقد أنك تعيش وحيدًا حتى تنسى مخاوف الوحدة وتبدأ تشعر بالخوف من الآخرين، من الأوقات المليئة بالمحادثات، من أي عارضٍ قد يقف بينك وبين الوحدة..
احيانًا ولشدة الفراغ الذي اشعر به اُسارع لمحاربة هذا البرود الذي يجري بمجرى الدم لسائر جسدي بحمامٍ ساخن، دون قطرة ماءٍ بارد للموازنة، مع ذاك انا لا اشعر بشدة سخونته حتى أرى اثار الحروق في المرآة لاحقًا، إن الامر دومًا ما ينتهي بإيذائي لنفسي.
كأني أعاقب نفسي لهذا البؤس.
لهذا الجمود.
لهذه الوحدة.
لهذا الحال.

لم ارد يومًا ان أولد كسامي، لم ارد يومًا هذا الشعور، هذه الأصوات، هذه الصور من الجثث التي لا تتوقف عن النحيب، أنا أعاقب جسدي لكوني لم ارد يومًا ان أحبس داخله.

هل أحسست يومًا ان الحياة سجنُ كبير، وأنك معاقبٌ بأبدية داخل السجن الإنفرادي المظلم والذي يمثل جسدك؟

كأن هذه الحياة ليست بائسة بما فيه الكفاية.

سامي.

NOTE BOOKWhere stories live. Discover now