تماسك، نحن نقترب

67 7 2
                                    

لقد عدتْ لتناول ادويتي الخاصة بالهذيان، لم تعد خسارتي للإحساس بالواقع امرًا ممتعًا.
إنها تجرّني لكل ما يدفعني من على طرف حافة الهاوية، وكأني اسلّم الأمر لاسوأ جزءٍ بي لقتلي..
وكأني اتشارك هذا الجسد المترامي مع شخصٍ آخر غير مرحبٍ به، يكرهني اكثر مما اكره نفسي ولا اعلم كيف يمكن لذلك أن يحدث فأنا لشدة كرهي لنفسي كنتُ لأبيع روحي الأَسِيفه مقابل إكتشاف أغنية مفضلة جديدة، او كتاب مثير للإهتمام حينما يخلو رفّي من الكتب أو حتى مقابل اللاشيء.

أنا اكره نفسي جدًا، وجانبي الآخر يكرهني حتى أكثر وهذا الأمر الوحيد الذي يعجبني فيه أننا نتفق أنّي مضيعةٌ للوقت، حملٌ آخر على الكرة الأرضية، فألُ سوء لكل من يحاول أن يقترب لكننا نختلف فيما يفترض أن تؤول إليه الامور فأنا اريد التمسّك بالحياة فعلًا ومحاولة التعايش والتحسن، أما جانبي الآخر فهو أكثر ميلًا للإنتحار فهو يقضي معظم الوقت في التخطيط لطرق إنتحار دراميةٍ أكثر ثم يتراجع عن الامر متعللًا بكوني لا استحق حتى الموت كالشجعان، إنه دومًا ما يدفعني لحافة الإنهيار يوصلني للركوع في ارضية دورات المياه باكيًا مضرجًا بدمائي في منتصفٍ مميت بين الإستسلام للموت أو المعاناة بصبر في هذه الحياة، ولا اعلم لما لكني مرارًا وتكرارًا كنت اختار أن اعاني، لا زال هناك جزء ما يخبرني أنها ايام ماطرة ستزول ليُرسم قوسَ مطر، لكن أيامي الماطرة طالت لثمانية عشر عامًا الآن ولست اتذمر لكني ما زلتُ اختار المعاناة بصبر، لا زلت اصلي لله أن يمنحني خلاصًا من الحياة او صبر أيوب.. لكن ولكوني قد عدت من الموت مره وكوني لا زلت أكافح اظن أن الله قد كتب لي صبر أيوب.. لعل عيني تقر بفرحة كما قُرت عين ابا يوسف بيوسف بعد طول معاناةٍ وإختبار.

لقد كنتْ ابكي بشدّة بالأمس متخليًا عن إحتياطات أن يسمعني احدهم فالجميع نيام، لكن كان هنالك طرقة بابٍ لطيفة وكأنها طبطبةُ غير مباشرة على كتفي، لا صوت بعدها أو حتى فتح لباب الغرفة، إنما طرقتين على الباب وورقةٌ صغيرة تدسُ لي من اسفل الباب..

"لا تيأس الآن والأيام المشرقة قد إقتربت.."
- بدر الذي لا يزال صديقًا.

NOTE BOOKWhere stories live. Discover now