اليوم الثاني

50 3 2
                                    


إلى عزيزي بدر:

إن عداد أيامي يتناقص، لكن لما لا أشعر بالرعب؟
من كان يتوقع ان البؤس قد يصل لهذهِ المراحل يومًا؟
من كان يتوقع ان الاكتئاب قد تنامى بداخلي حتى هذه الدرجة، حتى تآكل كل ما تبقى بي ويشبهني وحوّلني لهذه النسخة الخاوية؟
من كان يعتقد أن الاكتئاب سيحول بيني وبين شخصٍ لطالما خصصت صلواتي لأعثر عليه، من كان يتوقع ان حتى وجودك لن يكون كافيًا لصد رياح الوحدة التي تعيثُ بقلبي فسادًا؟

أنا اشعر بالأسف، ليس لحياتي، لم أكن حتى اقدر الأمر او استحقه، لكني أشعر بالأسف لإستسلامي، للساعات التي قضيتها اليوم أنصت إليك تضع خططًا لمستقبلنا، لحين الوقت الذي سنخرج به من هذا المكان لنحقق قائمة احلامنا الطويلة..
أشعر بالأسف لتلك الإبتسامة التي ترتسم على شفتيك وبريقُ عيناك حينما تتحدث عني، عنّا، وعن الحد الذي سنضعه لمعاناتنا مستقبلًا، إنك حقًّا لا تعلم بدر، إنها ابتسامة جاهلة تمامًا أن لا مستقبل لنا، أني لن اكون موجودًا حتى ذاك الوقت، أني
لن اكون موجودًا لنهاية العام حتى لأكون قادرًا على إنهاء سلسلة طويلة من أحلامك التي تتزايد يوميًا.

أصلي لك، إن كنت لا زلت تستجيبُ دعواتي، ان كان عزمي على إزهاق روحي التي نفخت بي كنعمةٍ ورحمةٍ منك لا تشكل رادعًا لحجب حقيقة حبي لك وإيماني الذي وبالرغم من زعزعته أيامًا كثيرة، لا زال يعود بي للحقيقة الوحيدة الثابتة، لأشهد أن لا إله إلا انت، وأن الكون بكل أسراره ومجراته وكواكبه قطرة من بحرٍ مقارنة بعظمة سلطانك..
أسألك بكل اسمٍ سميته نفسك، حصّن إبتسامة بدر لئلا تدفن معي، لئلا تتلاشى عظمة تلك الأحلام مع تلاشي الخلايا الحيّة في جسدي الواحدة تلو الأخرى، إنتشل ما تبقى بقلبي من إحساسٍ بالسعادة ولو كان جزءًا هرئًا مليئًا بالثقوب للأيام التي يعجز فيها بدر عن الإبتسام كما يفعل عادةً.

سامحني، لربما المغفرة لن تكون أمرًا منطقيًا حينما تقرأ رسائلي الان، لكن ولو كلّف الامر سنينًا، عمرًا، أرجوك جِد بقلبك مساحة لأن تحبّني مجددًا وتغفر لي خيبة أملك.

المخلص:
سامي.

NOTE BOOKWhere stories live. Discover now