9: على طريق الحب

15.7K 1.9K 74
                                    

تحديث ثاني لأني احبكم وكذا :$ ♡♡♡

________________________________________

فتحتُ عينيّ، لأجد نفسي في منزلي فوق أريكتي في غرفة المعيشة.
جسدي يؤلمني للغاية وكأن شيئاً ما قد هشّم عظامي، اشعر بالصداع.
لفت نظري هاري الذي دخل غرفة المعيشة وفي يده كوباً لا أعلم ما محتواه.
"ماذا حصل؟" سألته وقد حاولتُ رفع جسدي من فوق الأريكة.
صمت هاري للحظة ووقف في مكانه وقد بدا ضائعاً في أفكاره وملامح وجهه حزينة.
"لقد كانت معكِ حُمى شديدة وسقطتِ مغشياً عليكِ." قال بعد فترة من الهدوء وقد تقدم ووضع كوب الشايّ الأخضر أمامي.
"ولكني لم أشعر بالمرض." قلتُ مستغربة.
"لابد أنه تأثير الكحول." أجابني وقد فرَض ابتسامة على شفتيه.. ابتسامة حزينة.
"شكراً لإعتنائكَ بي." قلتُ له وقد أملتُ رأسي لأركزه على كتفه ولكنهُ نهض فجأة.
"آمم.. سأجلبُ المزيد من الأغطية حتى لا تشعري بالبرد." قال سريعاً، وقد بدا صوتهُ منكسراً.
ماخطبه؟
تذكرتُ بالأمس عندما طلب مني تقبيله..
لم أفكر لحظتها وأملتُ بوجهي نحوه لأقبله دون تردد ولكني لا أذكر ماحصل بعدها، ولا أتذكر حتى طعم قُبلتهِ كيف كان.
هل كنتُ مريضة لهذه الدرجة ولم أشعر؟
عاد هاري بالأغطية ووضعها فوقي برفق.
"سأخرج الآن، اعتني بنفسك." قال مبتسماً ابتسامة ليست ابتسامته، لم تظهر غمّازاته ولم أشعر بأنها من قلبه.
لربما أنا لم اعرف هاري لفترة طويلة ولكني اعلم جيداً متى يكون به خطبٌ ما.
خرج هاري ودون أن يطبع قبلة على خدي كعادته.
هل فعلتُ له شيئاً أثناء مرضي ولم أشعر؟ أم أنه رأى الأشياء الغريبة التي تحدث في منزلي وفزع وقرر أن لا يرتبط بي؟
شعرتُ بالحُمى تزداد.
سحبتُ هاتفي واتصلتُ بنايل.
"مرحباً إيڤ." أتاني صوته المبتهج من على الطرف الآخر.
"مرحباً نايل، لقد اتصلتُ لإخبارك بأني لن اذهب للعمل غداً." قلتُ له وأنا أسعل.
"هل من خطبٍ ما؟ احتفلتِ بشدة؟" سألني ضاحكاً.
"لا لا، لقد أُصبت بالحمى." قلتُ ضاحكة في المقابل.
"حسناً فقط أرسلي لي معلومات صفحتكِ الجديدة على البريد الإلكتروني، واعتني بنفسك." قال لي ثم أقفل الخط.
أعدتُ الهاتف لمكانه فوق الطاولة وعُدت أنا للأريكة ارتشف الشاي الأخضر الذي قام هاري بصنعه لي.

فتحتُ عينيّ في اليوم التالي على صوت ضجة السيارات بالخارج، نهضتُ من فوق الأريكة وأنا لازلتُ أشعر بالمرض.
ولكني لا أريد السماح للمرض بأن يوقفني عن الإستمتاع بهذا اليوم.
قمتُ بالإستحمام وتناول الإفطار ثم خرجتُ لإحضار بعض الأشياء للمنزل.
عند فتحي لباب المنزل وجدتُ عدة باقات من الورود.
لابد أنها من هاري.
ولكني تفاجأت بأنها من نايل، وموظفون الشركة المُقرّبون لي.
لن أكذب.. لقد شعرتُ ببعض الخيبة لأني لم أجد اسم هاري على واحدة منهن.
ولكن مع هذا فقد حملتهن للداخل ووضعتهن في الماء ثم خرجتُ مجدداً.
كان يوماً عادياً، لازلتُ اشعر بالمرض الشديد لأكن صريحة، لولا حاجيات المنزل لما خرجت.
قمتُ بشراء إحتياجاتي ثم عُدت وقمتُ بترتيب المشتروات في المطبخ.
من الجيد أن منزلي هادئاً اليوم، لأني لن أحتمل الرعب في حالتي المرضية هذه.
بعد الإنتهاء من كُل هذا قمتُ بالجلوس فوق الحاسوب خاصتي أُفكر فيما سأُسمي صفحتي الجديدة التي سأكتبُ بها كل مايضج بصدري.
في كُل فكرة تطرأ على بالي كنتُ أرى وجه هاري، بنظراته الثاقبة وابتسامته المُعدية، ولفائف شعره الساحرة.
وأخيراً قمتُ بإتخاذ قراري وبعثتُ بالرسالة لنايل.

"إلى: NiallJH@CosmopolitanMag.com
الموضوع: صفحتي الجديدة D:
مرحباً نايل! أتمنى أن تكون بأفضل حال! عنوان صفحتي سيكون "لأننا نُحب." وستحتوي على مساحة لمشاركة رسائل القُرّاء وأرائهم، ومساحة لي للرد لهم بالإضافة لمساحة الكتابة الخارجية.
شكراً لهذه الفرصة مجدداً. اتمنى لك يوماً سعيداً وشكراً لباقة الورد. xx"

أقفلتُ الحاسوب ثم دفنتُ نفسي تحت الأغطية وأنا أتساءل.. لمَ لم يطمئن عليّ هاري؟
هل هوَ منشغل؟ بمَ؟
بقيتُ أُفكر حتى خلدتُ للنوم.

استيقظتُ في اليوم التالي وأنا اشعر ببعض التحسن ولكن ليس كثيراً.
قمتُ بتجهيز نفسي للعمل ثم خرجت وتوجهتُ للشركة.
فور دخولي توجهتُ نحو مكتبي بشغف لأرى ماذا كتب هاري على ملصق القهوة اليوم.
ولكني ببساطة لم أجد القهوة.. ولا الملصق..
هل حدث له شيئاً ما؟ أنا حتى لا أملكُ رقمه لأتصل.
في كُل مرة أسأله عن رقمه يخبرني بأنه سيعطيني هوَ ولكن كلانا ينسى في نهاية الأمر.
جلستُ فوق مكتبي، لربما سيأتي كعادته بعد قليل ويعتذر لتأخره ويخبرني بأنهُ الزحام أو أي شيء.
بدأتُ أعمل على تنسيق صفحتي لمدة نصف ساعة ولم يأتي حتى فقدتُ الأمل في مجيئه.
سمعتُ صوت الباب يُفتح فرفعتُ رأسي نحو الباب مبتسمة لأجد نايل يدخل.
لا شعورياً سقطت الإبتسامة من على وجهي.
كيف تعلقتُ به لهذه الدرجة في هذه الفترة القصيرة؟
"مستعدة لنشر أول مقال في صفحتكِ الخاصة؟" سأل نايل مبتسماً.
"بالطبع." قلتُ ببهجة مصطنعة.
لقد أردتُ أن يكون هاري معي في هذه اللحظة، فهو يلهمني بالكثير.
منذُ أن ألهمني في مقالي عن الحب وقد بدأت تتحسن أموري.
"عمّا ستكتبين؟" سألني نايل بفضول.
"سترى." قلتُ له.
"سأنتظركِ." قال مبتسماً ثم خرج.
بدأتُ في الكتابة:

"على طريق الحُب تسيرُ كثيراً، وتضيعُ كثيراً، وتسأل نفسكَ دوماً 'لأين الطريق؟'
على طريق الحب تتألم كثيراً ولكن بطريقةٍ ما ترى في ذلك الألم راحة.
وتصبحُ شخصاً لا تعرفه، وتظلُ تتساءل في أي منعطف من منعطفات طريق الحُب فقدتُ الشخص الذي كُنته.."

أكملتُ كتابتي وأنا أرى وجه هاري أمامي يُطاردني.
ولا أستطيع التوقف عن الشعور بالخيبة في الطريقة التي غادر بها هاري بالأمس، ولم يكتب لي ملاحظاته الملصقة، ولم يطمئن حتى.
لقد كان كُل شيءٍ على مايرام، فماذا حدث؟

خطيئة | h.sDonde viven las historias. Descúbrelo ahora