2: همس الجدران

21.3K 2.1K 159
                                    

السلام عليكم حبيباتي!
ادري الوضع صعب شوي مع حذف غفوة، وصدقوني محد زعلان عليها قدي :'(
حالياً بليز اقروا القصة هذي، وادعموها.. وأنا كلمت البنت اللي فكرتي مشابهة لها وطلبت إذنها اني اكمل ولو وافقت بترجع غفوة..
لكن لين ترد عليّ اتمنى تعجبكم "خطيئة." ♡
وشكراً لدعمكم وكلامكم اللطيف في الخاص والكومنتات فعلا فرحتوني ف وقت مالي نفس افرح فيه :') محظوظة فيكم بجد :(
_______________________________________

يومٌ جديد، رغم أنه لم يبقى شيء أعيشُ لأجله بعد وفاة والدايّ ولكني نجوت من ذلك الحادث.. وكلّ شيء يحدث لسبب.
تناولتُ إفطاري وارتديتُ ثيابي ثم غادرتُ المنزل.
كان الطريقُ مزدحماً، عليّ الإستيقاظ أبكر من هذا..
وصلتُ للمطعم الفاخر في غضون نصف ساعة، وهذا كثيرٌ جداً.
"حجز بإسم ستيڤز." قلت لموظفة المطعم النحيلة.
"تفضلي من هنا." أشارت لي على طاولة صغيرة في رُكن المطعم بجانب النافذة.
توجهت نحو الطاولة.
"مرحباً كايل، آسفة على التأخير." قلت له وأنا أجلس.
"لا بأس، لقد ظننتُ أنكِ لن تأتي." قال ضاحكاً.
"لن أفعل شيئاً كهذا دون الإتصال بك." قلت له مبتسمة.
"تبدين جميلة." قال بهدوء.
"شكراً لك." قلت له وقد أنزلتُ رأسي خجلاً.
"ماذا ستطلبين؟" سألني.
القيتُ نظرة على قائمة الطعام، لأجد أسماء مأكولات فرنسية لا فكرة لي كيف يبدو طعمها أو علامَ تحتوي.
"اطلب لي أنت." قلتُ ضاحكة.
شاركني كايل الضحك.
"لمعلوماتك، لا أحب الضفادع أو الحلزونات أو القواقع، لذا لا تطلب لي أحد هذه الأطباق الفرنسية اللزجة." قلت له مجدداً.
قهقه كايل بشدة ثم قال: "لا تقلقي سأطلبُ طبقاً جيداً."
"نبيذ أبيض أم أحمر؟" سألني مجدداً.
"أحمر." أجبته.
نادى كايل النادل ثم أخبره بطلباتنا، ليجمع النادل قوائم الطعام ويبتسم لنا ثم يرحل.
"إيڤ، عزيزتي.." بدأ كايل يقول لي بهدوء وعلى وجهه ملامح لم استطع معرفتها، ولكن فلنأمل أنها تخبئ خلفها أمورٌ جيدة.
"أجل يا كايل؟" أجبته بهدوء.
هذا رابعُ موعدٍ لنا وقد اتصل كايل واخبرني بأنه هنالك أمرٌ علينا مناقشته.
لقد ساورني شكٌ بأنه سيطلبُ مني أن أصبح صديقته، وأنا بالطبع سأوافق فكايل رجُلٌ مثالي.
"لقد كنتُ أفكر بخصوص علاقتنا وقد توصلتُ لقرار.." بدأ يقول لي متردداً وهو يقوم بحكّ عنقه بتوتر.
أخذتُ نفساً عميقاً.. سيسألني الآن أنا متأكدة!!

وللحظة..لمحتُ خلف كايل رجُلاً يمشي، جميع ثيابهِ سوداء وقد أنزل رأسهُ أرضاً، حملَ بين يديه زهرة قرنفل كاللتي أراها متناثرة على مكتبي كُل صباح.
لسببٍ ما إقشعرّ جسدي.
عُدت أُوجه أنتباهي لكايل الذي كان يحاول جاهداً أن يصوغ الكلام الذي سيقوله.

"أن ننفصل."
"أوافق."
قلنا معاً في وقتٍ واحد.

"ماذا؟"
"ماذا؟"
قلنا مجدداً في نفس الوقت.

لقد ظننتهُ سيطلب مني أن أصبح صديقته.. لقد كنتُ متأكدة..

"ماذا تقصد بـ ننفصل؟" سألته وقد شعرتُ وكأن كلماته كالصفعة القوية على خدّي.
"إيڤ، لقد فكرتُ ملياً بهاذا ولكنـ.." بدأ يقول لي ولكن قاطعه النادل حين وضع المشروبات فوق الطاولة.
"ولكن ماذا يا كايل؟ ماخطبي؟ ألستُ جيدة كفاية؟" سألته وقد شعرتُ بالغضب يُفجر عروقي.
"إيڤ، لا تغضبي لقد أردتُ مناقشة هذا بهدوء والتوصل لنتيجة ترضي الطرفين." قال لي وقد حاول الإمساك بيدي ولكني سحبتها فوراً.
"لن أرضى حتى أراكَ تختفي من أمامي تماماً ولا أرى وجهك مجدداً." قلتُ له حانقة وقد نهضتُ من فوق الطاولة.
حاول كايل الأمساك بذراعي ولكني سحبتُ كأس النبيذ الأحمر وسكبتهُ فوق رأسه.
"إذهب للجحيم أنت ومواعيدك السخيفة!" قلت له ثم كسرتُ الكأس في الطاولة لنصبح محط أنظار الجميع.
التفتُ نحو النادل وقلت له:."عديم الشرف هذا سيدفع ثمن الكأس."
ثم خرجتُ وصعدت لسيارتي الصغيرة وأفرغتُ مكنون صدري بالبكاء ووضعتُ رأسي على عجلة القيادة.
ذابت مساحيق التجميل عن وجهي وانهمرت مع دموعي.
ماخطبي؟ هذا تاسعُ رجُلٍ يُنهي كل شيءٍ معي.
هل الخطأ مني أنا؟
رفعتُ رأسي من على عجلة القيادة لأرى زهرة قرنفُل ممددة فوق زجاج سيارتي.
خرجتُ من السيارة ثم سحبتُ القُرنفلة بين يديّ أتفحصها، إنها من النوع ذاته الذي أراه في منزلي.
عُدت للمنزل وقمتُ بتبديل ثيابي ثم فتحتُ حاسوبي وبدأتُ بتصفح موسوعات النباتات.

القَرَنْـفُل Dianthus
وباللاتينية تعني "زهرة الإله" أو "الزهرة المقدسة" وهي تُزرع في عدة مناطق وتُعتبر من الزهور المُعمّرة.
لها عدة أنواع....

بدأتُ أتصفح أنواعها وصور كُل نوع، ثم رأيتُ نوع القرنفل الذي أراه في منزلي.
إنه القرنفل الشرقي ويُزرع في بلاد الشام بسبب الطقس الملائم.
بلاد الشام؟ ما الذي أتى به للندن؟ بالإضافة إلى أن طقسنا لا يناسب هذا النوع ولكنه لم يمُت بعد.
أثناء تفكيري سمعتُ صوت ضجة قادمة من المطبخ.
أغلقتُ حاسبي ثم توجهتُ نحو المطبخ لأجد أحد رفوفي قد سقط وتحطمت الأواني الزجاجية لأشلاء.
وورد القرنفل متناثر في المطبخ.
أصابني الفزع ولم أستطع تحمّل فكرة الجلوس في هذا المنزل أكثر.
سحبتُ حقيبتي ثم صعدتُ لسيارتي وبدأتُ في القيادة نحو سكن الجامعة.
طرقتُ الباب ثلاثاً ثم انتظرت.
"إيڤ؟" فتحت هيلين الباب.
دخلتُ سريعاً وجلستُ فوق سريرها.
"اسمعي، اعلم أن الوقت متأخر وأن هذا مجرد سكن جامعة ولكن هل يمكنني قضاء الليلة هنا؟" طلبتُ منها وأنا لا أستطيع السيطرة على جسدي المرتجف.
"ماذا حدث؟" سألتني وهي تجلسُ بجانبي على السرير.
"لا أريد الحديث عن الموضوع، من فضلكِ، سأخبركِ في الصباح." تمتمتُ بهدوء.
أومأت رأسها موافقة ثم قامت بتجهيز الأريكة وجعلتها مُريحة لأنام عليها.
ومع هذا لم أستطع النوم، لازلتُ أشعر بأن أحدهم يراقبني ولربما يُهيأ لي ولكني اسمعُ صوت همسات هُنا وهُناك.
قمتُ بدفن نفسي تحت الغطاء، وأنا أرى ظلّ أحدهم عبر الغطاء يتجول في الغرفة.
احتبست أنفاسي وأغمضتُ عينيّ رُغماً عنيّ.
لستُ اعلم كيف خلدتُ للنوم ولكني فعلت..

خطيئة | h.sWhere stories live. Discover now