الفصل الثالث والثلاثون

187 11 4
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الثالث والثلاثون _

عكر مجلسهم صوت انطلاق رصاصة من إحدى الجهات لتستقر في جسد أحدهم ، وكانت صرخة أول امرأة منهم ملاك التي كانت جالسة بجواره وصرخت بفزع :
_ أُسيد 

هب الرجال واقفين في فزع وظلوا يتلفتون حولهم في هلع وكأن من أطلق هذه الرصاصة اختفى في لحظتها ، أما أُسيد فكان الألم أكبر من قوة تحمله وفقد دماء كثيرة جعلته غير قادر على فتح عيناه وفي ظرف لحظات كان يغلق عيناه فاقدًا للوعي وسط صراخ كل من زوجته وأمه وأخته الهستيري .
دقائق قليلة وكان الجميع داخل المستشفى باستثناء ريان وثروت الذين قالوا إنهم سيتفحصون المكان من حول المنزل جيدًا لعلهم يجدوا الفاعل . وبينما كان هو داخل غرفة العمليات كان الجميع بالخارج وكانت ملاك في حالة بكاء عنيف تنتفض جالسة وبجزارها زمردة تحاول تهدئتها ، وليلى تندب وتبكي من خوفها على أبنها ، وأسمى لم تتوقف عن البكاء للحظة واحدة ومروان بجوارها تارة يحاول يضمها لصدره وتارة يحاول تهدئتها بالكلام  ، أما مراد فكان ساكنًا تمامًا يفرك يداه ببعضهم في اغتياظ ويقسم أن تلك المدعوة بأشجام هي وراء ذلك الأمر ستكون آخر أنفاس تلفظها اقتربت كثيرًا ولكن أهم شيء الآن أن يخرج أخيه سالمًا.
بينما على الجانب الآخر كانت سارة تجلس على مقعد بعيد عنهم تمامًا ووضعها لا يختلف كثيرًا عن زوجها تسترجع في عقلها ذلك الكلام التي سمعته من أمها عندما كانت تتحدث في الهاتف مع أحدهم بعدما علم الجميع بأمرها ويبدو أنها تخطط لشيء ولكنها لم تكن تعرف في ذاك الوقت ماهو ذلك الشيء والآن عرفته . هبت واقفة وتوجهت نحو زوجها ثم اقتربت من أذنه لتهمس قائلة :
_ أنا رايحة الحمام

طالعها بصمت ولم يُبدي أي ردة فعل وظل يتابعها وهي تتجه كما تقول للحمام ولكن لاحظ أن ذلك لم يكن الطريق المؤدي إلى الحمام بل للخروج من المستشفى ، فعلم أنها تنوي على فعل شيء لا يعرفه فأسرع خلفها بعد أن أشار إلى مروان بيده ففهم مقصده وأماء له برأسه بمعنى " لا تقلق "  . بينما هي فصعدت بسيارة أجرة وأسرع هو خلفها بسيارته  ، دقائق طويلة وتوقفت السيارة أمام إحدى المباني وترجلت هي منها بعد أن دفعت أجرة السائق وهرولت مسرعة إلى داخل المبنى قاصدة إحدى الشقق ، أما هو فظل جالسًا في السيارة يحملق في هذا المبنى بدهشة ، ولكن كانت نيرانه كافية لحرق أي شيء داخله وهو يراها تدخل مبنى لا يعرفه في هذا الوقت المتأخر وتقصد إحدى الشقق الذي لا يعرف لمن تكون هذه الشقة ، ولحظات ودهش بسيارة الشرطة التي وقفت أمام المبنى ! .
فتحت لها الباب وبمجرد رؤيتها لها عانقتها بشدة وهي تقول بسعادة :
_ سارة وحشتيني ياحبيبتي تعالي ادخلي ، إيه اللي جايبك بليل متأخر دلوقتي !؟

كانت نظراته معاتبة ومتخاذلة لما فعلته ، مليئة بالدموع وهي تقول :
_ كنت عند أُسيد في المستشفى ، حالته خطرة ومحدش عارف ممكن يقوم منها ولا لا

رواية أشلاء القلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن