الفصل السابع

321 12 4
                                    

_ الفصل السابع _

تيقن أسيد انه حدث شئ بالفعل عندما رأى علامات الصدمة بادية على وجهه وهو يرمقه بذهول فأنزل الهاتف من على اذنه وهو يتمتم بدهشة :
_ بابا فى حد ضربه بالنار وهو فى المستشفى دلوقتى وبيقولوا أن الرصاصة قريبة من القلب ؟!

كان معتز يقف شامخًا مبتسمًا بأنتصار وهو يقول :
_ ده أول واحد بس لسا كله بالدور !

غار ريان عليه وهو يبرحه ضربًا فأبعده أسيد عنه وهو يصرخ به منفعلًا :
_ أرجع البلد دلوقتى ياريان اطمن على عمى وطمنى وسيبنى معاه هخليه يتمنى الموت وميطلهوش !

وقعت نظرة من ريان على معتز، نظرة مخيفة ولكنها لم تؤثر به.. ثُم أستدار وغادر مهرولًا على عجالة فسحب أسيد معتز الى الخارج وجعله يستقل بالسيارة عنوة وهو مازال مبتسمًا بلؤم لا يبشر بخير ...... !!

                                 ***
لم يتمكن أحد من أخماد نيران سارة التى تحولت الى صراخ وبكاء هستيرى وهي تقول :
_ انا عايزة اروح البلد اطمن على بابا.. ابعدى يا أسمى سبينى

هتفت ليلى بنظرات مشفقة فى أسى :
_ اهدى ياسارة ياحبيبتى مراد هياجى دلوقتى وياخدنا، اهدى

جثت على الارض وهى تدخل فى نوبة بكاء عنيفة  وتنوح بكل ما اوتيت إليها من قوة فرمقت أسمى ملاك الواقفة وملامح وجهها واضح عليها الحزن فصرخت بها فى قسوة :
_ صدقتى ياسارة  أننا كان عندينا حق لما قولت أنها جاية تنتقم بس وأهو عمى فى المستشفى دلوقتى، عارفة لو عمى حصله حاجة مش هيكفينى فيكى روحك ولو عندك ذرة دم خدى هدومك يلا وغورى من هنا

هتفت ليلى بخنق وفى خبث :
_ لا تمشى إزاى لاقية أكل وشرب ومكان تنام فيه ببلاش هتمشى ليه كفاية اخوكى اللى بيدافع عنها !

هطلت عبراتها من تلك الكلمات الجارحة التى تلقتها للتو منهم وكأنها خنجر طُعنت به فى قلبها وركضت الى غرفتها وهى تبكى بحرقة.. ثوانٍ وأتى مراد واخذهم وذهب، أما هى فبدلت ملابسها وأخذت حقيبة ملابسها الصغيرة وغادرت المنزل فورًا وعندما حاول الحُراس منعها تحولت إلى وحش كاسر فأفسحوا لها الطريق ... عادت مُجددًا إلى التجول فى الطرقات وهي ليس معها شئ سوى حقيبة ملابسها، دموعها تسيل على وجنتيها بصمت، ظلت تسير فى الطرقات وهى لا تعرف إلى أين تأخذها قدماها ومع سدول الظلام واعتكار الليل وأشتداد البرد كانت لا تشعر بأى شئ فقط تفكر فى طريقة تدبر بها تلك الليلة من حيثُ طعام ومكان تنام به.
حققت الأيام جميع مخاوفها فلم يبقى شئ ولم تفقده او تذوقت مرارته، جميعهم مذاقهم مرًا ولكن منهم من كان دواء لأمراض كثيرة ومنهم من سبب لها المرض، توقفت فجأة عندما شعرت بضيق أنفاسها وبعد ثوانٍ محدودة لم تتمكن من أخذ أنفاسها فجثت على الارض وبدأت تفتش فى الحقيبة على دواءها فلم تجده، أستسلمت تلك المرة وأستندت على حائط إحدى البنايات وهي تعافر فى ألتقاط بعض الاكسجين حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيًا ..............

رواية أشلاء القلوب Where stories live. Discover now