الفصل الثاني والثلاثون

324 12 3
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الثاني والثلاثون _

ثم انحني ليهتف بجانب أذنها في همس مؤلم :
_ إنتي طالق يا أشجان ، طالق ، طالق !!!!

بمجرد أن نخرت كلماته أذناها راحت تلطم على وجهها وتصرخ باكية على طلاقها ، فقد نطقها ثلاث مرات والآن أصبح أمر عودتهم من المستحيل إلا أذا نكحت زوجًا غيره .
خرج محمد من غرفته على صوت صراخها المرتفع وهرول إلى مصدر الصوت المنبعث من مكتب ابنه فوجدها ملقية على الارض تصرخ وتبكي بحرقة وهو يقف بشموخ لا يُبالي لبكائها المزيف هذا ، يحدجها باحتقار واشمئزاز . يود قتلها _ وغسل شرفه الذي تدنس _ كما يجب أن يكون في تقاليدهم عن الشرف والتار ، ولكن ما يمنعه عنها سببين : أبنائه ، وأنها امرأة لا تستحق أن يلوث يده بدمها القذر .
اسرع محمد إليها ليسندها ويوقفها من على الأرض وهو يصيح بابنه قائلًا :
_ واه عامل في مَرَتك إكده ليه ! ، اتجنيت ولا إيه !!

صرخ به ثروت بأعين نارية :
_ سيبها يابوي متقربش منها ، معادتش مراتي خلاص ، واتصل بريان وسارة خليهم ياجوا يشفوها آخر مرة قبل ما ياجي البوليس باخدها !

نقل محمد نظراته بينهم بعدم فهم وصدمة في ذات الوقت من ما يتفوه به ابنه ومن حال زوجته المزري ! .

                               ***
كان يجلس على الأريكة الصغيرة في غرفتهم وزوجته نائمة أمامه على الفراش في سكون تام ، على عكسه هو الذي كان ليس هادئًا أبدًا وينتظر ذلك الهاتف على أحر من الجمر الذي سيأتي ويبشره بنجاح كل شيء . ظنت هي أن هدوءه معناه أنه لن يستطيع فعل شيء لها ولن يجرؤ ، ولكنها لا تعرف أن هذا الهدوء هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، تلك السماء الممتلئة بالرياح والهواء الممتزج بالأتربة .. رياح مزعجة ولكنها لا تؤذي ، والآن تبدلت لتصبح دمار شامل للبعض . لم ترى كيف تكون الأعاصير المُلقبة بتسونامي حين تأتي وتدمر البيوت وتبيد أقوامًا ، والآن رأتها ! .. رأت أعاصيره المدمرة التي أثارتها بكلماتها وهي تهدده بقتل زوجته وأذيتها .. زوجته التي كانت السبب فيما حدث لها الآن فقط لأنها أدخلتها في أفعالها الدنيئة وهددته بأنها ستجعل قلبه ينزف دمًا مجددًا على موت زوجته للمرة الثانية ، وجعلته يقسم أنه لن يتركها تفر بأفعالها القذرة في سلام وأن يجعلها تنال عقابها الذي تستحقه ! .
وأخيرًا وصل ذلك الهاتف المنتظر حيث أجاب عليه فورًا قائلًا :
_ هاا حصل إيه ؟!

_ كل حاجة تمام يا أُسيد بيه الظرف اللي إدتهوني وديته لثروت بيه والقيامة قايمة في البيت دلوقتي وثروت بيه طلق أشجان بالتلاتة ، وبيقول اتصلوا بريان وسارة خليهم ياجوا يشوفوا أمهم آخر مرة قبل ما ياجي البوليس ياخدها

ابتسم بتشفي وقال بهدوء :
_ تمام عفارم عليك ، إنت لغاية هنا دورك خلص ولما أجي بكرا هديك اللي اتفقنا عليه ، ولو في أي جديد حصل لغاية بكرة اتصل بيا قولي

رواية أشلاء القلوب Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum