الفصل العشرون

298 12 5
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل العشرون _

_ مراد !

لاحظت في عيناه نظرات متوعدة ومريبة ، فتأكدت أنها سقطت في الوحل ولن تخرج منه إلا وهي ملطخة بالدماء فما فعلته جريمة وهي على علم مايُمكنه فِعله لها ، بدافع حقدها وسخطها أفقدت فتاة بريئة عذريتها بالإتفاق مع " إسلام " ، خشيته وليس كإي مرة سابقة خشيته فيها وجهه الناري وعيناه المتوجهة التي تطلق حجارة من نار قذفت الرعب في قلبها وازداد خوفها عندما رآت أخيه خلفه ولكنه يحدق بهم بريبة وحيرة وكأنه لا يفهم شئ ، وبينما هي منشغلة بالتحديق بأُسيد وجدت يده تقبض على رقبتها وترجع بها للوراء حتى اصطدمت بالحائط ويُخرج الهاتف على رقمها الذي سجل في قائمة الاتصالات السابقة ويصرخ بصوت جعل جسدها يرتجف:
_ رقمك بيعمل أيه هنا ردي ، هو إنتي فاكرة نفسك أيه ! ، متنسيش نفسك وأصلك ... ولسا مشوفتيش مراد الصاوي على حقيقته ياميار ورحمة أبويا لإخليكي تشربي بدل الميا دم ، بس دلوقتي هتقوليلي مكان إسلام فين بالذوق وبعدين هفضالك

دفع أُسيد يده عن رقبتها ليدع لها فرصة للتنفس ويصيح بأخيه مزمجرًا :
_ إنت بتعمل أيه ، ومين دي ماتفهمني يا أستاذ ؟!

وكأنه لا يرى أمامه شئ سوي تلك الشمطاء ، وضِعَ الغشاء على عينه وأفقد البصر لإي شئ ويكاد يفقد السمع حتى ، لن تهدأ عاصفته إلا حين يلقيه دورس جيدة في تعلم معني الرجولة إن خرج من تحت يديه حي فسيخرج مثلما خرجت سارة !!! ، دفع أخيه من أمامه وانهال عليها بصفعة أسقطتها أرضًا وهي تصرخ باكية فيماثلها الصراخ المرعب :
_ هتنطقي ولا إخد روحك بإيدي !

_ حا..ضر حاضر هنطق والله 

قالتها وهي تشهق باكية وأُسيد يوشك على الانفجار بأخيه ولكنه ينتظر حين ينفرد به وسيريه السخط كيف يكون، قالت له العنوان بشفتين مرتجفتين وأعين زائغة فأخرج هاتفه وأجرى اتصال بأحد رجالهم وفي ظرف دقائق قصيرة كان أمامه وطلب منه أن يجلس بصحبتها ولا يتركها إلا حين يأتي هو ،فعارض أُسيد بشدة وبرز عن عروقه فسحبه من يده للخارج يقول بغلظة :
_ أُسيد إنت مش فاهم حاجة خلينا نمسك ... ده وبعدين هفهمك كل حاجة يلا

تأفف بقوة ودماءه تغلي في عروقه وقرر الانتظار حتى يفهم كل شئ كما قال له وبعد ذلك هو على يقين أنه سيخرج شحنة سخطه المكتظة لسبب قوي .

                                 ***
تقف في متنصف الشارع وبرغم المارة في الطريق من يساره ويمينه تخاف كطفل صغير يخشي أن يضيع أمه أو يخطتف على يد اللصوص ، وفي لحظة جال بخاطرها كل شئ منذ بداية حادثها وخطف معتز لها فسرت نفضة في جسدها من الخوف وكُلما تلوح لها مجموعة من الشباب تسير في الطريق من بعيد ترجع للوراء وتختبئ في إي ركن خشية من أن أحدًا يتعرض لها ، وتنظر يمينًا ويسارًا تتفقد السيارات لعلَ السائق الخاص بهم يكون بينهم ، حاولت الاتصال به وكان خارج التغطية بدأت عَبراتها بالسقوط وإخذت تحاول الاتصال بأخويه ولكنهم لا يجيبوا فبدأت بالاتصال بريان لعله يكون في المنزل ويأتي لها ، حاولت الاتصال بجميع المنزل حتى بأمها لم تجيبها فلم يكن عساها سوى ملاك عسى يكون أُسيد موجود ولم يسمع رنين هاتفه ، أجابتها ملاك بهدوء :
_ ألو

رواية أشلاء القلوب Where stories live. Discover now