الفصل الرابع والعشرون

396 15 5
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الرابع والعشرون _

أقترب أحد الحراس من ريان وانحنى إلى أنه يهمس بنبرة جادة :
_ معتز برا يا ريان بيه ومصمم يشوفك إنت وأُسيد بيه وبيقولي لو مطلعتوش هيدخل ومش هيحصل طيب

وقع نظره أول شيء على ملاك الجالسة بجانب أسمى تشاركهم الضحك بعفوية ثُم بدأ يقلب نظره بينهم على أُسيد فلم يجده ، وفي لحظة وجده يخرج من المنزل مسرعًا فعرف أنه رآه من أعلى . فهب واقفًا وسبقه إلى الخارج أما هو فاقترب من حشدهم وانحنى على أذن زوجته يهتف بحدة :
_ اطلعي أوضتك ومتزليش إلا لما أقولك

نظرت للجميع بدهشة مماثلة لهم فأتاها صوته الأكثر غلظة :
_ قولت اطلعي ياملاك

اتاه صوت جده باستغراب :
_ في إيه يا ولدي وريان طلع برا ليه ؟!

_ مفيش حاجة ياجدي متشغلوش بالكم

تأكد من دخول زوجته المنزل حتى اندفع إلى الخارج يلحق بريان ، فلم يتسطيع مراد البقاء هكذا فنهض ولحق بهم وكان خلفه مروان ، همّ ثروت بالنهوض ورائهم فقبض على ذراعه محمد يأمره بالبقاء .
كان أول المتقدمين إليه ريان حيث صاح به منفعلًا :
_ إنت إيه اللي جايبك هنا ؟

_ عايز أختي يا ياريان وعارف إنها هنا ومش هتحرك من هنا قبل ما أشوفها وياقاتل يامقتول

أبعد أُسيد ريان بغضب عارم وجذبه من ملابسه مغمغمًا بخفوت مخيف :
_ أختك مراتي وأنا اللي أقول تقابلك أو لا ، وبقولك مش هتشوفها يامعتز ودلوقتي قدامك حلين ياتمشي على رجلك يأما متشال في كفنك

_ تمام بقى هو كدا ، وإنتوا اخترتوا المقتول بقى !

قال أخر كلمة وهو ينغز في أحشائه سلاح صغير أشبه بسكين أخرجه من جيبه ، وتابع  قسمات وجهه التي أصبحت ملتهبة وعيناه ظهر بها الألم ولكنه أمتزج بشرارات الوعيد ، تتحدث عيناه وتقول بصمود على غير المعتاد : " لست أنت أيها الوغد من سيستطيع إخضاع أُسيد الصازي له بتلك الطريقة " .
هرول إليه مراد وهم بأن يقبض على ذراعه يسنده فدفع يده وتحامل على نفسه ليوجه له بعض الضربات التي أبرحته أرضًا ، أبعده عنه ريان وتولى مهمته يّكملها ، أما أُسيد فوضع يده على أحشائه وهى ينحنى بجزعة للأمام فقد كان الألم أكثر من أن يتحمله بشر اقترب منه مروان مسرعًا وقال :
_ يلا بينا على المستشفى يا أُسيد

هز رأسه نافيًا بعناد شديد فقال مراد وهو يصيح به و يترنح من الغضب :
_ لا إيه أنت هتستهبل يلا ، خد الكلب ده ياريان واحنا هنوديه المستشفى وناجي وراك

كان يحدق به معتز بتشفي ، يراه وهو بدأ يفقد توازنه شيئًا بشيء ، أوشك على السقوط جريحًا فاقدًا الوعي .. لفت نظرهم صرخة الأنثى التي انطلقت من غرفته بأعلى عندما رأته بذلك الوضع :
_ أُسيد !!

رواية أشلاء القلوب Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang