(٣٢) العيد الوطني

ابدأ من البداية
                                    

ابتسمت بسعادة وقد انتفض صدرها احتفالًا بما يحدث ولم تكد تهبط بالضرب الثانية حتى شعرت هي بتلقي ضربة من الخلف اتسعت على إثرها عيونها، استدارت ببطء تبصر الصغير شقيق بافل والذي تسلل خلف شقيقه للهرب فابصر ما يحدث .

تحركت عيون زمرد للاسفل تحاول أن تتماسك لكن ذلك الوجع الذي أصابها لم تتحمله ليسقط جسدها ارضًا بقوة وكان آخر ما ابصرته هروب بافل بمساعدة شقيقه ....

_______________________

في طرف القصر الآخر كان تميم يقف يراقب ما يحدث مبتسمًا فدوره في هذه الحروب كان زرع القنابل في أماكن الخروج الجانبية لمنع هروب أي قذر منهم، وقد نجحت تلك الخطوة فبمجرد اقتراب أحدهم من باب جانبي كانت القنابل تنفجر بهم أجمعين..

الأمر كان أشبه بمذبحة وتطهير عرقي لهؤلاء القذرين اجمعين .

حرك تميم القنبلة بين أنامله وهو يبتسم بسمة متسعة، ثم تحرك بعيدًا عن الجميع يطمئن أن كل شيء أصبح بخير، لكن وقبل تحركه عن مكانه جوار البوابات الجانبية تفاجئ لرؤيته جسد متكوم ارضًا، رفع حاجبه محاولًا رؤية ما يقبع في ذلك الركن، تحرك ببطء يخرج سيفه بتحفز شديد قبل أن يتوقف أمام ذلك الجسد متسع الأعين هامسًا بصدمة :

" أليست هذه هي نفسها صديقة برلنت ؟؟ "

صمت يحاول تذكر اسمها، لكن حالتها التي ابصرها منعته من مواصلة التفكير وهو ينحني بسرعة يحمل جسدها بعدما وضع السيف في الغمد، يركض بها بين الطرقات صوب المشفى وهو يصرخ باسم مهيار :

" مهيار ...مهيار ساعدني، مهيار النجدة الفتاة تكاد تلفظ أنفاسها ."

استدار له مهيار والذي كان يستقبل الجرحى ليعالجهم، يتعجب صراخ تميم، لكن فجأة وحين وصل له تميم وابصر تلك الفتاة التي تتوسط ذراعيه والتي تعرف عليها من نظرة واحدة، وكيف لا وهي نفسها الفتاة التي يعشقها شقيقه .

همس دون وعي في اللحظة التي اقترب بها دانيار ليطمئن عليه :

" هل هذه ..."

قاطعه صوت دانيار الصارخ والمرتعب :

" زمرد ....."

______________________

فتحت عيونها منتفضة عن الفراش بسبب اصوات القنابل في الخارج لتجد نفسها في الغرفة وحدها، أبعدت تبارك الغطاء عنها وهي تتذكر ما حدث، ارتجف جسدها وهي تركض للخارج بسرعة تهمس باسمه في رعب شديد متذكرة ذلك المشهد في الهجوم الأخير حين تكالبوا على سالار للإطاحة به :

" سالار ....سالار "

خرجت من المشفى ليقابلها مشهد خرج من الجحيم بالخطأ، ساحة القصر كانت أشبه بقطعة من الجحيم، ابتلعت ريقها تركض بين الأجساد تبحث عنه برعب شديد وقد انقبض صدرها بشكل مخيف تمسك اول سيف أبصرته ارضًا وهي تبكي مرتعبة عليه :

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن