Part 47 : الوالد و الزوج

ابدأ من البداية
                                    

وفور تفكيرها بكلمة السقوط سمعت صوت سقوط جسد و أصوات رجال يتقاتلون..

ما الذي يجري؟..

تجمدت مكانها لثوان تخشى أن تطل برأسها و تكشف مكانها لكن الصوت تزايد كأن هناك شخص ما يضرب شخصا آخر..ولم يتوقف الأمر لفترة حتى سمعت فجأة صوتا جعل قلبها يتوقف..صوت إطلاق رصاص..بل عدة رصاصات لكنه كان مكتوما مما يعني أنه أيا كان من قتل فقد استخدم مسدسا بكاتم صوت...

ضربات قلبها كانت متسارعة و وجهها شاحب مع ذلك لم تستطع ألا تعرف ما الذي حدث لأن صوت الأقدام للرجال الستة الذين كانوا يلاحقونها اختفى مما جعلها تعيد شعرها للخلف كي لا يفضحها و يسقط ثم أطلت من الجدار الذي تختبئ خلفه و فور رؤيتها لما يحدث فرقت شفاهها بتفاجئ..

كان زاكاريا ..زاكاريا كان يقف وحوله ستة جثث و مسدس بكاتم صوت في يده..

وقف هناك عند الجثث يراقبهم بملل قبل أن ينحني عند أقرب واحد و يفتشه بهدوء و اعتيادية كما لو فعل هذا ألف مرة من قبل..

هي كانت متجمدة مكانها تنظر للمشهد..لزاكاريا و للجثث الستة بالدم يتسرب منها على الأرض..

وفورا أعادت ظهرها للخلف تعود للإختباء خلف الجدار قبل أن يراها و حتى تستوعب ما رأته هي بدورها..

لم يسبق أن رأت شخصا يقتل أحدا آخر أمامها..ولم يسبق أن تعرضت لحاولة قتل حتى أن هذه أول مرة تحمل سلاحا في يدها بنية إيذاء الشخص الذي يحاول قتلها..ومجرد فكرة أنها جديا كانت مستعدة للقتل و تملك قابلية قتل شخص أرعبتها..قدرتها على التفكير بالقتل كحل أرعبتها بشكل ما...

انتبهت حينها أن يدها ترتجف و جسدها كذلك..أن حلقها جاف و أن هناك شيء جاثم على قلبها..

أنقذت زاكاريا من الموت عدة مرات و كانت مستعدة لإنقاذه مرات أخرى هو و أي شخص تراه معرضا للخطر..لكن فكرة أن تفعلها لأجل نفسها هي التي أرعبتها ؟..ما خطبها ؟..

مسحت كاترينا على وجهها تضع يدها على فكها تحاول منع أنفاسها من إصدار صوت قبل أن تبتلع ريقها وتقرر مواجهته و أخيرا..لذا خرجت من مكان اختبائها لمكان تواجده تقترب منه خطوتين..

" لا تنظري كاترينا.."

لا تنظري للجثث..هذا ما كان يقصده..

قالها بهدوء دون أن ينظر لها و واصل ما كان يفعله..قالها بهدوء كأنه كان يعلم بتواجدها خلف الجدار طوال الوقت..

وما كان يفعله هو أنه يجر الجثث يضعها فوق بعضها على الرصيف بعيدا عن طريق السيارات كأنه يرتب الوسائد على سريره..أيديه تلطخت بالدم و كذلك ثيابه ..وحتى حين رفع يده ليمسح فكه لطخ نفسه بالدم..

وهي كانت تنظر لكل ذلك بضربات قلب متسارعة كأنها ترى الفاديتا فيه لأول مرة..

" لقد إستخدمتني كطُعم.."

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن