43 والأخير

Start from the beginning
                                    

-"أعرف، اهدئي قليلاً حبيبتي".

-"لقد كنت أنانية كثيراً، لم أفكر سوى بألمي... لم أفكر يوماً أنك كنت تتألم أيضاً لغضبي منك وكرهي لك رغم أنك كنت مرغما على الصمت. جعلتك تتألم أكثر بعد رفضي لك ولم أسترجعك حتى بعدما عرفت الحقيقة ورأيتك تمرض كل يوم أكثر ولم أسترجعك".

-"أعرف ذلك، لقد فعلت أشياء فضيعة لكِ أيضاً. توقفي عن البكاء".

-"تصرّفت بأنانية ودلال، لقد كنتُ كلّ شيء قلتَه".

تغيّرت نبرته من الحنان للغضب في لحظة، ظهر تعبه في صراخه حين قال:

-"اللعنة توقفي عن البكاء سارة، يكفي هذا".

ابتلعت ريقي بخوف وابتعدت عنه وقد توقفت عن البكاء مرغمة، لكني لم أستطع إيقاف شهقاتي، عاد لينكون لنبرته الحنونة ونظرته العطوفة بعدما قبلني ثم وضع جبينه على خاصتي وقال وهو مغمض العينين:

-"أعرف كل ما حصل منذ غيابي وما قبلها أيضاً، أعرف أنكِ أنانية مدلّلة وأعشق ذلك... أعشق تدللكِ عليّ لذا توقفي عن لوم نفسك".

-"أحبك".

فتح عينيه فور ما نطقت بها ثم نظر إليّ بشك كأنه لا يصدّق أنني من قلتها، من يلومه فأنا لم أنطق بها منذ أن التقيت به.

اقترب مني حتى التصقت شفتاه بخاصتي وقال بتخدّر:

-"أعيديها".

أعدتها لكنه كان قد التقف شفتاي في قبلة عنيفة قبل أن أكمل كلمتي، تقطّعت أحبال ڨولدن الصوتية من كثرة العواء ولم تتوقف، فصل قبلته بعد فترة وقال:

-"وأنا أعشقك مدلّلتي".

قبّل رقبتي قبلات خفيفة في مكان الوسم بالتحديد، حبست ڨولدن أنفاسها وهي تكاد تموت من الفرح، ولا أنكر أن الأمر أعجبني أيضاً. غرس أنيابه ببطء وكان الأمر مؤلماً في البداية كالمرّة الأولى، أخرج أنيابه بعد فترة ولعق بقايا الدماء مرات عديدة قبل أن يبتعد وينظر لآثار أنيابه لمدة طويلة.

.

.

.

بقي لينكون في العيادة لمدة أسبوع وخضع لتحاليل كثيرة وحصص رياضة لاستعادة مرونة أعصابه، قالت إيف أن قلبه قد جرح من مخالب مصاص الدماء ويحتاج وقتا طويلاً ليلتئم... هذا إن التحم الجرح أصلاً.

أراد رؤية ابنه كثيراً لكن إيف قلّلت وقت وعدد الزيارات له ورفضت إحضاري لراندال قائلة أنه سيلهيه عن تمارينه، كنت لأعاند وأرى ابني لو كنت مكان لينكون لكنه صبر وامتثل لطلبات طبيبته.

وجدته فجأة داخل غرفته في منزل القطيع حين دخلتها، كنت أقيم فيها في الأشهر الأخيرة، اللعين لم يخبرني متى يخرجونه ولم يخاطرني أيضاً حين خرج، أما عن إيف فأنا لم ألتقِ بها منذ اليوم الذي استيقظ فيه.

ركضت نحوه واحتضنته بقوّة، كنت أعاتبه على عدم قول أي شيء من قبل لكني تعوّدت عليه الآن، هي عادة اكتسبها منذ سنين ولا يمكنني تغييرها في شهر.

أحسست بعدها بحرج كبير حين لاحظت أنه لا يرتدي شيئا سوى منشفة فابتعدت عنه بارتباك، أفلت ضحكة قصيرة وأعادني لأحضانه، بدأ بتقبيل جانب وجهي ثم أبعدني عنه قليلاً ونزل بقبلاته لرقبتي، حاولت ابعاده عني بحرج لكنه كان عنيداً، بينما تلك المنحرفة تريده أن يفعل أكثر، بل وتلحّ عليّ لقول ما تريده.

أبعدته بقوّة خفيفة فتوقف وهو ينظر لي بحاجب مرفوع، قلت بارتباك في حين أن ارتجاف قلبي وارتفاع درجة حرارة وجنتاي لم يخفّا بعد:

-"ماذا تفعل؟".

أجابني بقليل من الحدة والانزعاج:

-"نحن في غرفتنا وقد استعدتني بعد عناد طويل وكنت مريضا واشتقت لك كثيراً، ما الذي أفعله برأيك؟".

نظر إلى عيناي لفترة ثم قال وقد بدأ الغضب يسيطر عليه:

-"أنتِ لا تفكرين بجدية بالابتعاد عني لمدة سنة صح؟".

رسمت ابتسامة بلهاء رغم خوفي من ردّة فعله:

-"لم يتبقى سوى سبعة أشهر إن حسبنا الشهور الماضية".

ارتفع صوته قليلاً من الغضب وقال:

-"أنا لن أصبر عليك دقيقة واحدة بعد".

عاد لهدوئه في نفس الثانية:

-"توقفي عن ذلك حبيبتي، لم أعد أستطيع تحمل ابتعادك عني أكثر".

اقترب مني بسرعة لكن وقبل أن يفعل أي شيء سمع صوت بكاء راندال الذي كان في الغرفة المجاورة مع ابنة عمّته، نظر لي بصدمة كأنه نسي أمر امتلاكه لابن ثم ببسمة دافئة وقال:

-"هو؟".

هززت له رأسي فارتدى ملابسه بسرعة واتبع صوت بكاء ابنه إلى غرفته، خرجت المربية حالما رأته، حمل لينكون ابنه فورما رآه وظلّ يهدهده بلطف ويقبل رأسه، انتبه بعدها لابنة اخته فحملها أيضاً:

-"إنها نسخة من أوكتيفيا".

-"أرأيت، لكنها ورثت سواد عينيك".

ابتسم على ذلك ثم قبل جبينها وأعادها لسريرها بينما كانت نائمة وأعاد حمل راندال ولم يتوقف عن هزّه حتى نام بين ذراعيه، جلست أتأمل ذاك المنظر الذي تمنّيته منذ أن خرج ابني لهذه الدنيا، كنت خائفة ألا يحظى بذلك أبدًا. أخرجني لينكون من شرودي وهو يهمس:

-"أردت مساندتكِ يوم الولادة".

كان قد وضع ابنه في سريره وبدأ يتقدّم مني. قلت بنفس الهمس وبابتسامة هادئة:

-"لا بأس، ليس الأمر وكأنك تعمّدت فعل ذلك... كان ذلك بسببي في الحقيقة".

عقد لينكون حاجبية وقال:

-"لا تلومي نفسكِ على كل شيء سارة، لن نخوض هذا النقاش مرّة ثانية".

حملني فجأة فحاولت كتم صرختي كي لا يستيقظ الصغيران، وما إن خرجنا حتى رأيت المربّية تنظر لنا باندهاش مع بعض الخدم حيث كانت على الجهة المقابلة للغرفة تنتظر خروجنا، كان ذلك محرجًا للغاية.

-"لينكون أنزلني... هذا محرج، ماذا تفعل".

قال بهدوئه ولا مبالاته المعتادة:

-"أحاول إكمال ما كنا نفعله في غرفتنا".

.

.

.

__«___{^_^}___»__

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now