(٣٠) طـرف الخيـــط

ابدأ من البداية
                                    

ونظرات تبارك الموجهة له أخبرته أن رسالته لها لم تصل لها واضحة فقال بكل بساطة :

" أعني القلم هذا هو مكانة العريف وأنا اركض خلف هذه المكانة ولا استطيع الوصول لها "

صمت يميل عليها هامسًا تحت أعين العريف الحانقة:

" هذا لأن العريف يتمسك بالحياة تمسك الأرنب بجزرة، ولكي احصل على مكانته يجب أن يرحل هو عن عالمنا أولًا "

فجأة أطلق تأوهًا عاليًا حين شعر بالكتاب يسقط على رأسه وصوت العريف خرج حانقًا مغتاظًا :

" أيها الغبي الحقير تود التخلص مني لأجل مصالحك الشخصية ؟؟ لا ينقصك سوى أن تسمني لتصل لغرضك "

فرك مرجان رأسه يحاول أن يردعه عن ضربة أخرى، لكنه فشل حين هبط العريف بضربته أعلى رأسه قائلًا :

" هذا فقط لتفكر قبل حديثك، فأنا إن أردت سأخبر الجميع أنك لا تليق بدور العريف لهذه المملكة وأقطع عليك احلامك بالكامل "

صرخ مرجان وهو يمسك يد العريف برجاء :

" لا لا اعتذر لك، اقسم أنني لم اقصد كل ذلك، أنا فقط أخبرها بالأمر كمعلومة، فهي لم تفهم الحلم الخاص بي و..."

قاطعه العريف بملل شديد :

" هيا انهض من هنا يا فتى وأكمل دراستك، هيا هيا"

دفعه وهو يجبره على الرحيل إذ ود الاختلاء بتبارك، وفعل مرجان ذلك سريعًا وهو يعتذر منه، وحين رحل ابتسم العريف بسمة لم تعجبها لتبارك وهو يقول :

" إذن ما الذي كنا نتحدث به ؟؟ نعم احلامك، قصي عليّ احلامك يا ابنتي "

ورغم أن لهجته الحنونة المهتمة الغريبة لم ترح تبارك إلا أنها فكرت في الأمر بشكل سريع، فإن كان هناك من يستطيع مساعدتها في هذا الأمر هنا فهو العريف .

تنهدت تقول بصوت منخفض وخجل بعض الشيء :

" حسنًا الأمر أنني قبل أن آتي إلى هنا ببعض الوقت بدأت الاحلام تراودني بشكل غريب، احلام مريبة و...تبدو كما لو كانت حقيقية "

ومن بعد تلك الكلمات أخبرت تبارك العريف بكل شيء وهو يستمع لها بهدوء شديد، دون لمحة استنكار أو دهشة أو غيرها وكأنه كان يتوقع حديثها هذا، حتى انتهت ورأت على وجهه بسمة مريبة وسمعت همسة لا تدري إن كانت كما سمعت أم هي أخطأ السمع :

" إذن ما رأيته صحيحًا "

" ماذا ؟؟"

نظر لها العريف بلهفة يردد :

" اصدقيني القول يا ابنتي، هل ...هل تعرفين ذلك الرجل الذي يظهر لكِ في احلامك ؟؟ "

ترددت تبارك في القول لكنها اكتفت بهزة رأس صغيرة ولم تزد عليها فأدرك العريف ما تضمر وقال لها بصوت خافت  :

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن