الفَصْلٌ التَّاسِعُ

0 0 0
                                    


يتكئ بكفاه الضخمان على سطح مكتبه وعروق رقبته تبرز أكثر مع تصاعد الدماء في وجهه تجعل منه بركانا ثائرا على وشك الانفجار.

عيناه شاردتان ولهيب الانتقام يشتعل فيهما أكثر مع التفكير المتناقض الذي تتراقص له الشياطين في رأسه.

اتجه فجأة نحو الحائط وشرع لكمه بقبضاته القوية الضخمة بهستيرية مؤقتة، ليزفر مجددا ساكبا المياه على الاحتراق بداخله مردفا بنبرته المهيمنة:

-ادخل.

وقف معطيا حارسه بظهره الذي يبرز منكباه العريضان ليردف بهدوء مخيف:

-تكلم!

-سيدي ... السيد ألارد خالف الأوامر وانتهت المحكمة الطارئة بعد ان حُكم على الآنسة لافنا بالخيانة ... سيقتلونها!

استدار بهمجية وعيناه تشتعلان بغريزة مخيفة مناظرا حارسه الذي تراجع بخطواته للوراء مناظرا ملامحه سيده الغريبة المتوحشة وشعره الذي يخفي ملامح عيناه ليرد متجها بخطواته بعيدا بهدوء يناقض اشتعاله الان:

-حضر قاعة الاجتماعات، سأقيم اجتماعا طارئا!

انحنى سيده باحترام وفر هاربا ينفذ ما طلبه سيده من أوامر قبل ان يلف حبل الإعدام على رقبته.

يفتح ازرار قميصه الأسود بهدوء نازعا إياه ملقيا إياه بهمجية على الأرض، اتجه نحو أحد صحون الذهب المرصوصة على طاولة جانبية في مكتبه الواسع ليقبض على أحد السجائر باهظة الثمن بين طرفي أصابعه مشعلا إياها مباشرا استنشاق رائحتها الفعالة، رائحتها التي تخلق فيه شعور راحة بعيدا عن الاشتعال الذي يغزو روحه، ولو انه يعلم ان لهذا الغزو مقتلا شنيعا لرئتيه!

قهقه بهستيرية ليتمتم بهدوء:

-أولئك اللذين عاشوا ...سأزيلهم من الحياة بأسطورة!

֎֍֎֎֍

تجلس لافنا متكومة على نفسها بينما جبهتها تحط على ساقاها المضمومتان لصدرها، ملابسها الرقيقة هذه لا تلائم برودة الجو في مثل هذا الوقت من السنة.

دمعة خائنة تفر من سجن عيناها بحرارة يحسها جلد وجهها البارد الشاحب وهي تنتظر أي خبر من والداها او عائلتها. لكن لا خبر!

تعلم جيدا انه سيتم التخلي عنها بسهولة مثلما تخلى عنها ساكي خصوصا مع العقلية الصارمة المتحجرة للمنطقة العسكرية، ستموت وتنسى وكأنها لم تكن!

ترفع رأسها بهدوء تراقب الغرفة الحجرية الخشنة التي تم حجزها فيها، ظلام حالك يسود الارجاء يناسب الهلع الذي يحتل ربوع فؤادها مع الأصوات الغريبة الي تتعالى ثم تخف مرة أخرى.

صرخت بهدوء بعدما التقطت اذناها صوتا قويا فتح على أثره باب سجنها فتسربت الاضواء الى الداخل تداعب أسفل قدميها الداميتان المشوهتان بجروح الاصفاد الخشنة التي تلتف حولها.

AKASTONYA-أَكَاسْتُونْيَاWhere stories live. Discover now