الفَصْلُ السَّادِسُ

3 0 0
                                    


ضوء امل رقيق باهت يداعب وجهها النائم في فراشها، برودة تداعب اناملها براحة ورائحة الموت تخلل ذرات الهواء في غرفتها. صوت حان يداعب طبلة اذناه مرددا اسمها بهدوء مجددا يناقض وحشيته سابقا.

تفتح لافنا جفنيها بتعبٍ تتأمل الوجوه التي تحيط بها لتدير رأسها الى الجهة المضادة بألم لتردف بهدوء يناقض الألم التي ينغز جسدها.

-ماذا حدث؟

-لا تلقي بالا، اهتمي بصحتك أولا.

خرجت كلمات السيدة ماريا حانية تطفئ لهيب الجرح الذي يشعل قلب لافنا بشدة فتغمض جفناها مجددا بعد ان احست بألم عميق يهدم راسها دكا فأردفت بتعب:

-أين ذهب الأمير ساكي؟

ردت والدته:

-سيعود بعد قليل ...

تلتفت نحو والدته بتعب لتكمل كلماتها التي تحاول ان تبدو واثقة صارمة لكنها مهدمة متعبة:

-أين ساكي يا سيدتي؟

-يتكلم مع الطبيب بالخارج

-انت تكذبين

نظرات حانية تناظر وجه لافنا الشاحب التي استقامت من وضعيتها السابقة لتتكئ على وسادتها شاردة لما لا نهاية.

֍֍֍֍֍

الأروقة فارغة، رغم ان المطر توقف توا الا انني أستطيع رؤية أثره من بريق النافذة، متجمعا في شكل ذرات وخيوط تنساب على زجاجه كدموع تأبى التوقف حتى مع توقفه.

الظلام حل باكرا اليوم أيضا، او ربما لست على ما يرام فمنذ ان انتقلت الى هنا صرت أكثر كرها للبرد والظلام والوحدة معا.

هذا ما كان يجوب راس لافنا بعد ان فرغت غرفتها ولم تبقى الا هي حبيسة غرفتها تحت حراسة شديدة.

شعر بالملل لوهلة فاستقامت من مضجعها تحاول الحصول على الكتاب من فوق منضدتها المزخرفة بلون خشبي براق. فعادت الى فراشها مجددا تكمل قراءة الصفحات الأخيرة رغما عن اليأس الذي يسكن ربوع قلبها.

عبارات عدة جذبت اهتمامها وعيناها تتراقص على منصة خيال واسعة ترسمها مخيلتها التي ابى الالهام ان يحرك ساكنها مع البداية ظنا ان الرواية غريبة.

- «...اتمنى للمتهم عمرا طويلا ... حتى يذوق عقابه كاملا!»

تقفز نظراتها الى سطر أخر لتلتقي مع سطر آخر قائلا:

- «...لا بأس ان ظل مجرم واحد يتجول في الارجاء ... أ ليس كذلك؟»

- «انا السلطة ... أنا القانون!»

أكملت قراءة كتابها تزامنا مع انبراء نحيب الغيوم معلنا عن مدى عمق الجرح الذي تعرضت له هذه المرة.

AKASTONYA-أَكَاسْتُونْيَاWhere stories live. Discover now