الفَصْلُ الثَّامِنُ

0 0 0
                                    


المحاكمة الطارئة

كان الأمد قد تخط منتصف النهار، تفوح الشمس بأشعة مضيئة شفيفة يتعانق دفؤها مع زرقة هذا اليوم بينما الغيوم تتجول بتراخ مرير تحكمه النسائم الباردة التي تلفح الواجهات بشعور وثير، شعور لا يطابق في طعمه إلا الفناء!

دقّت الطبول لوهلة فنشطت نداءات الأهالي في ترصد بعد ان ارتأوا السيد ألارد يتقدم بجوار الاميرة ميرَما بخطوات تتقدم الى أعلى المنصة وخلفهما مجندان بأبدان حديدية قوية ووجوه صلبة تحمل ايديهما سهاما طويلة رقيقة، اما تلك فتصنعت السقم كذريعة تزيد بها كيل القصاص التي ستتقاضاه منافستها الشرسة.

دّقت الطبول مرة أخرى بعد ان صعد القاضي قاعدا على يمين سيده بعد ان القى ترحابه باحترام. نكرات شماتة تأبى مبارحة عينا ميَرما التي استنظرت لحظة كهذه في حياتها بشاغر الحلم.

-تقدموا!

هتف بها السيد ألارد بعد ان لمح تقدم جنديان ضخمان تتوسطهما لافنا التي كانت مكبلة بأطواق ثقيلة تحيط بأسفل قدميها وكفيها، ملابسها الرقيقة الهشيشة تبرز جسدها الرشيق الممتلئ أكثر مما تستر وشعرها ينسدل على ظهرها بهمجية متوحشة.

ألقى بها الحارسان بالأرض الخشنة فارتطم جسدها بقوة على الأرض مسببا جرحا داميا لركبتيها، فرفعت رأسها بقوة بانت من خلالها عيناها اللتان تتخللهما ثقة معهودة زادت غل ميرما عليها في لحظة يفقد فيها الانسان تماسكه.

صمت الجميع بعد ان لمحوا لافنا تنتصب بألم على قدميها وابتسامة وقحة تشق محياها فاسترسل السيد ألارد بنبرة صارمة:

-انت حفرت قبرك بيديك يا ابنة بوغانفيليا!

راقب سكون ملامحها لوهلة ليتبع بغضب:

-انت تجاوزت حدودك داخل حدود منطقتنا، جرؤت على تسميم ابنتي الأميرة ميرَما، بل حاولت قتلها ... نجاحك بوضع السم في مأكلها يدل على أنك قاتلة محترفة، لان الحراسة مشددة على كامل القلعة.

انفجرت ميرَما في نحيب متكلف تملأ به كأس عقوبة الأخيرة حتى الفيضان , تلك التي استرسلت الضحك بهستيرية و صوت عال على حال ميرَما بقهقهات استدرجت انظار الجميع اليها :

-وصلتني اخبار عاجلة، الملك ايمانويل غيلبرت ... لا بل العائلة الملكية ككل رفضتك كعروس لها!

تفوهت بعبارتها الأولى ببطء بينما عادت تكز على اسنانها في عبارتها الثانية تحاول اغاظتها بما ان الفرصة سنحت لها فعلا.

ظهرت الدهشة على اعين كل من ميرما ووالدها، واعجاب الأهالي كان أكبر بعد ان عادوا يتناقلون ما تفوهت به لافنا باستنكار.

AKASTONYA-أَكَاسْتُونْيَاWhere stories live. Discover now