الفَصْلُ الخَامِسُ

2 0 0
                                    


غيرت لافنا ملابسها الى أخرى مريحة بعد ان اخذت حماما دافئا تسكت به صقيع البرد الذي نخر عظامها. لفت البطانية حول جسدها وهي تحمل الكتاب الذي انتقته سابقا [الحكم الدموي]، لتبدأ أحد رحلاتها الخيالية، لتجوب أحد عوالمها المثالية، لتهرب من مرارة واقعها وتعيش خيالها كما تتمناه.

تتحسس الصفحة الأولى لتقلبها بخفة، وتشرع عيناها بالتجول بين أسطر الكتاب:

«كان يا مكان في قديم الزمان، زمان عتيقة الوانه لكن احداثها عصرية سنة لم يمر عليها امد طويل، سنوات كانت خير جيران، احكيكم عن احداث 2024.

احتفلوا ذات يوم بميلاد اول ابن لأسرة عائلة غنية متحضرة، ولأنهم كانوا يظنون انه اول مصدر بركة للعائلة، سموه<يامن>!

كبُر يامن بجوار والديه، حتى شاءت الاقدار ان تُسْلبَ روح والدته لتعود لخالقها، ليترعرع بين أحضان والده طويلا.»

أغلقت لافنا الكتاب بضجر تتأمل غلافه مجددا، كمية من الغرابة تجتاح روحها الان. لغة غريبة مختصرة !؟، لم يسبق لها قراءة نمط هذا الأخير.

تنتقل مباشرة بعد مدة الى منتصف الرواية والغموض ما زال يسيطر على افكارها، يقودها الى احتمالات غير متساوية، متأكدة من هذا، غير متيقنة من ذاك وبينهما هي محاصرة.

- «...لترتسم ابتسامته الجانبية على فاهه، مرددا نفس كلماته ̎ ليتهما لم تقعا عليكَ ̎ ... اقترب من ضحيته خطوة تلو الأخرى متلذذا بصوت صرخات الآخر متوسلا إياه خوفا ... بل هلعا!».

- «... فانتهى به متلذذا برؤيته يصارع روحه متألما بعد 40 ضربة تلقاها جسده بعنف شديد ليُسدَل الستار الأسود على عيناه معلنا عن نهاية المعركة، كانت المعركة لصالح الوحش وشريط دموي اول يوضع في طيات ذاكرته ممهدا الطريق لمزيد من المتعة واللذة! »

֎֎֎֍֍

-م.ماذا؟

خرجت محطمة ضعيفة كحال السيد ألارد تماما، عيناه تجوبان الوثيقة الملكية الرسمية التي وصلته توا من إيكالان بتعبير مختصر قاس لا يستطيع ان يكتبه الا حبر بارد يزيد كلمات الورقة تجمدا وهو يحرِك الريشة فوقها بدقة. وثيقة رسمية يكتبها حاكم المنطقة الملكية إيمانويل غيلبرت قائلا:

- «...عائلتنا ترفض ان تضم ألارد ميرَما عروسا لعائلتنا. وشكرا»

يصرخ السيد ألارد بعد ان انتفض متوجها الى غرفة ابنته وشرارة الغضب تصقع وجهه صقعا.

-ميرَما!

تنتفض ميرَما من كرسييها بجوار مرآتها بعد ان كانت تضع لمساتها الأخيرة على صوت والدها الذي جذب انظار الجميع اليه:

AKASTONYA-أَكَاسْتُونْيَاWhere stories live. Discover now