الفَصْلُ السَّابِعُ

3 0 0
                                    


يقف غيلبرت بجوار والده يستشيره في بعض المسائل والقضايا التي تحتاج الى خبرة سابقة بينما ظل والده يشرح له كل نقطة بدقة متناهية.

استدار غيلبرت بوحشية بعد ان دخل مساعده يركض لاهثا له وكأن أنفاسه كادت تسلب منه قبيلة وصوله لسيده.

انبرى الحديث بكلمات مختلطة وهو يحاول التقاط أنفاسه بأعجوبة فصرخ غيلبرت بخشونة تلائم الفضول الذي تحسست له لواقط جسده مقسما ان الكلمات التالية ستكون كارثة بحق!

كارثة ...

-تكلم بهدوء!

رد مساعده بهلع يحاول توضيح زمام الأمور:

-وصلني من جواسيسنا في منطقة كاميلوت النبيلة ان محاكمة طارئة ستقام وسط الشعب.

تعجب غيلبرت مما سمعه:

-وما شأننا نحن بهذا؟

أصبح الصمت سيد المكان لوهلة فالتمعت شموس عينا غيلبرت بوميض وحشي غريب بعد ان انقبضت الاغلال على قلبه فجأة محدثة مشاعر مختلطة لم يشعر بها قط من قبل.

رد مساعده بتوسل وكأنه السبب فيما حدث:

-اجتمع حشد من شعب كاميلوت وسط المنطقة الشمالية الغربية، تقام محاكمة ضد السيدة لافنا يا سيدي!

لم يعي على نفسه بعد ان أصبح الكأس زجاجا هشيما بين قبضته القوية لتفوح منها رائحة شهية مداعبة لحاسة شمه بذوق مالح غريب، لون احمر داكن، لون يعشق عمقه.

قلنا كارثة ...

وعن أي كارثة نتحدث؟

حبيبته الغريبة أعلنت خائنة وسط سكان منطقة كاميلوت النبيلة

حبيبته سيعلنونها قريبا مجرد جثة هامدة

فتات يطعمونه كلابهم بعبق رائحتها المميزة

تحرك بسرعة جالسا على كرسي مكتبه جالسا يحفز غرائز قلمه بكلمات رسمية تخفي بين اعماقها الكثير، رسالتان بتناقض متناهي.

استقام من مضجعه بهمجية وعيناه تشتعلان بغريزة لا يمكن انكارها في حال هكذا، سيل من العنف يجرف دواخله فيختلط بدمائه. لا يزيد الطين الا بلة.

-واحدة الى منطقة كاميلوت النبيلة والأخرى الى منطقة اريانث العسكرية!

֍֍֍֍֍

يزداد الاكتظاظ أكثر فأكثر مع مرور الوقت، صرخات تتعالى بفوضوية من الأهالي اللذين اجتمعوا حول المنصة التي وضع فوقها 3كراس مرصعة بذهب لامع يبرق لونه مع احتضانه لأشعة الشمس محتفلا بجنازة ضحية لا تستحق موتتها الشنيعة.

او ربما تستحقها ...

أ حظها السيء ما زال يركض خلفها ساخرا من حالها؟

أم ان القدر يأبى ان يغير مجرى حياتها

ام تحالف كلاهما على ان تعيش حياتها دون مثالية وينتهي بها الحال...!؟

اين هتافات من معها؟

بل اين هي، صدقا. !؟

تائهة

ضائعة

ميتة قريبا يا سيدي...

في نفس الوقت كان السيد ألارد يراقب انفعالات ابنته التي كادت تقتل بين جدران قلعته.

حبالها الصوتية تكاد تتمزق من نبرات صوتها عالية الصدى التي ظلت تتلفظ بكلمات، تراكمها سيسبب انفجارا لرأس القباع امامها عما قريب.

-تستحق الموت يا ابي، ذليلة منطقة اريانث كادت تسلب روحي مني ...روحي غالية على روحها اضعافا مضاعفة.

اقترب منها والدها مساندا إياها بعد ان انهارت تبكي جاثية على ركبتيها.

وأي بكاء هذا؟

مجرد دموع تماسيح

او دموع فرحة تقفز بها دواخلها مغامرة لكنها لا تحسها ابدا.

رد والد ميرما محدثا ابنته بحنية مفرطة وهو يربت على راسها بعد ان اقتربت زوجته منهما ضامة اياهما اليها:

-سأعيد اليك حقك يا صغيرتي، وسيحكم عليها بناء على ما تريدينه!

-سيدي.

قاطعها بها الحارس الذي وقف منتصبا بوجه متهجم يناظر سيده بنظرة مغزى، ذلك الذي انسحب بهدوء تابعا الأخير امام باب الغرفة ليقول المساعد بنبرة مترقبة:

-سيدي، وصلتنا رسالة من منطقة ايكالان، انها الاسرة الملكية الحاكمة!

قالها وهو يمدها بيده لسيده الذي أسرع يتفحص محتواها، احمر وجهه تارة وكان يشتم تارة أخرى من الكلمات التي حسمت كاتبها كالمعتاد.

ومن غيره؟

- «بصفتي الحاكم العام لمنطقة اكاستونيا، آمركم بوقف المحكمة العاجلة التي ستقام اليوم الى حين موعد وصولي الى منطقة كاميلوت. لن ارحم حتى صغيركم إذا خالفتم اوامري!»

-من اوصل الاخبار بوجود محكمة عاجلة اليوم؟

زعق بها خابطا الحارس بالورقة على وجهه، فاستدار يتدارك الوضع وعيناه تشتعلان برغبة عارمة في الانتقام بعد رسالة التهديد التي اعتبرها إهانة لأحكامه بصفته المسؤول عن منطقة كاميلوت.

ازداد احمرار وجهه لوهلة قبل ان يصدر أوامره بصرامة:

-جردوها من ملابسها وعجلوا المحكمة بسرعة!

AKASTONYA-أَكَاسْتُونْيَاWhere stories live. Discover now