الفَصلُ الأَوَلُ

11 0 0
                                    


«أَكَاسْتُونْيَا»

أُسْطُورَةُ مُخْتَلٍ عَقْلِيٍّ


كانت تركض هاربة بين أروقة ذاك القصر بينما يلحق بها بعض الجنود ... شعرت بالخوف وتسارعت ضربات قلبها وهي تستمر بالجري والنظر خلفها بهلعٍ حتى استرسلت فجأة وخطواتها تغفو شيئا فشيئا:

-إيمانويل غيلبرت!

֎֍֍֍֍

بداية القصة

يتمشى يامن بفخر بين زملائه في العمل بعدما خرج من جلسته توا بعد ان حكم على المتهم بغرامة مالية، وسجنا لمدة 233 سنة!

ما إن لامست قدمه باب الخروج حتى تقدم نحوه وفد من الصحافة وكل منهم يطرح سؤاله لعله يحصل على تفسير لأحكامه الجنونية هذه.

-سيدي، هل استحق المتهم فعلا هذه العقوبة؟

-ما هي وجهة نظرك اتجاه القضية التي عالجتها اليوم؟

تتوالى عليه الأسئلة باستمرار وهو يبتسم بنصر متواضع حتى رفع يده طالبا منهم التوقف عن طرح الأسئلة. أردف يامن بنبرة رجولية منتصرة:

-تم الحكم على المتهم وفقا للقانون، ومع تطبيق المرسوم الذي أصدرته وزارة العدل في العام السابق، فقد جمّعت جرائمه وعوقب وفقا لجرائمه المرتكبة. الاعتداء على حقوق وممتلكات الغير، الاحتيال والنصب على التجار المبتدئين ....

تغيرت تعابير وجهه فجأة الى الجدية، وأردف بنبرة قاسية:

-جرائم وان تساهل معها القانون والقضاء، فأنا لن اتساهل ابدا!

عاد يبتسم بانتقامٍ فأتبع:

-أتمنى للمتهم عمرا طويلا ... حتى يذوق عقابه كاملا!

تصفيقات الاعجاب وهمسات الانكار تتعالى بعدما صرح بالجملة الأخيرة، صراخ الصحفيين يتعالى مجددا ببعض الأسئلة حتى التقطت اذناه سؤالا جذب انتباهه بشدة:

-هل انت بهذا تعدنا بأن يستعيد مجتمعنا الأمان مجددا؟

استدار ببطءٍ وهو يبتسم بثقة ثم عاد يخطو بخطواته نحو صاحب السؤال غارسا نظراته في عيناه:

-لا بأس ان ظل مجرم واحد يتجول في الارجاء ...أ ليس كذلك؟

ضحك برجولية ثم رد بنبرة متواضعة:

-امزح، سيستعيد مجتمعنا امنه مجددا، لأنني انا السلطة ... انا القانون!

عاد بخطواته راكضا نحو سيارته التي استقلها تحت انبهار، تصفيق واعجاب الصحفيين وبعض العامة عائدا نحو منزله.

֎֍֍֍֍

رمى بجسده على مقعد مكتبه المتحرك بينما عيناه تتابعان التلفاز بدقة مستطلعا آخر الاخبار التي كان هو نجمها حتى بعد مرور أسبوع من الحدث، أطلق ضحكة عالية وصدى صوتها يتردد في غرفة مكتبه الواسعة ليستقيم من مضجعه متجها نحو مكتبته المرصوفة على الحائط يتلمس كتبها ببطءٍ شديد.

AKASTONYA-أَكَاسْتُونْيَاWhere stories live. Discover now