32."Hogar de demonios"

23 3 1
                                    

الى الأرض التي سأعهد بها لخليل الروح
فكُن على العهد قائما و لا تخذل اعيُنهم اللامعة
اجعل الربيع يُقيم هاهُناك بين لفحات الصقيع
أيا قاتل الشياطين اعدل!
ليكُن صولجانك القسم و تاجك الولاء
_________________________________________
ماثيو : الجو يزداد برودة
بحقك احح اين نحن؟
هل وصلنا؟
مارتن : ليس بعدُ ايها المتذمر
ماثيو : اوه رائع سوف امرض الا..ه ..اه ء ن
- قاطعه العطاس قبل ان يُكمل تهديده-
مارتن : اجل سوف تفعل لانك طفل
ماثيو : ماعلاقة هذا بذاك ايها الاخرق!
مارتن : تعال سأريك من هو الاخرق ايها العقيد المدلل
ماثيو : فُك قيدي..سأريك حجمك ايها المجرم الوضيع
- ازداد تشاحن الاثنين ك نوعٍ من المزاح
وبدا انهما على وشك القتال
لكن ماث كان يرتعش بردا يشعر بالهواء المتجمد يلفح جسده انها اول مرة له..شعر وكأنه في مكانٍ ما من القطب الشمالي
اذ بدأت اطرافه تتجمد
ولكن سُرعان ما ظهر كيان خلفه
و احاط جسده البارد بسُترة دافئة مما جعله يرتعش ويتنبه محاولا النظر خلفه..
لكن عيناه معصوبة ولم يستطع رؤيته
لقد شعر بدفئه فحسب..
وعلم انه هُو..
تنهد الظل الدافئ و ربت على كتفه ثم تحرك مبتعدا حالما سكن الجدال بينه وبين مارتن
مشى بخطوات ثقيلة فاقترب مارتن مستبشرا و همس للعقيد بالمزيد من الكلمات الاستفزازية-
مارتن : اخبرتك انت طفل مدلل..مُدلل!!
- انفعل الآخر فدهس قدمه ثم استدار بجسده يلاحق اصوات الخطى الثقيلة تلك ويتساءل في قرارة نفسه
هل ذاك ليو؟
لا شك بأنه هو..
السترة بها رائحة عطره
لكن
اين يذهب؟
ضم رأسه لكتفه محاولا نزع الضمادة عن عينيه فلطم مارتن مؤخرة رأسه و شده من وثاق يديه للخلف-
مارتن : هيه..اياك ان تقوم بحركات مشبوهة حضرة العقيد مازلتَ مشكوكاً بأمرك
ماثيو : احح اللعنة اريد ان ارى ايها البائس
- تأفف ماث فأتاهُ الردُ من على بُعد عدة خطوات-
ليو : ستفعل..ستفعل عما قريب
مارتن : هاه؟ هل ستسمح له برؤية الطريق؟
ليو : لا..طبعا..لنتابع
مارتن : سندخل بالسيارة صحيح؟
ليو : ان استطعنا
- كان ذلك اخر ما سمعه العقيد قبل ان ينطلقوا به من جديد بسياراتهم وسط العاصفة الثلجية تلك
ازداد صفير الرياح من حولهم و كثافة الثلوج
بدأ ماث يدرك شيئا فشيئا انهم في مكان اقل ما يقال عنه انه قاحل ومقفر!
اذ لا يوجد اصوات بشر حولهم
و لا حتى ضجة..
لا شيء سوى صوت الرياح الثلجية العاصفة
مارتن : هيه مارتنيز لن تستطيع السيارة العبور اكثر!
ليو : لننزل..اعطني الطفلة
- فرق ماث شفتيه بصدمة و تابعهم بأسماعه
اهؤلاء مجانين؟ يريدون المشي في هذه الاجواء؟؟
مارتن : تعال حضرة العقيد
- جذبه مارتن فنزل ليشعر بكثافة طبقات الثلج التي كادت تصل لرُكبتيه و قوة الرياح التي كانت غنية عن الوصف..اذ ناله منها ما ناله-
ماثيو : احح اللعنة..اين تأخذونني..
مارتن : سنُعدمك في الفالهالا حضرة العقيد
ماثيو : كان بإمكانكم فعلها في مكان اكثر دفئا على الاقل؟ هاواي مثلا؟
- قهقه مارتن بينما يسير به بين الثلوج الكثيفة وسط جمع الرجال-
ماثيو : اين نحن مارتن؟
مارتن : هم؟
ماثيو : اين ليو؟
- سمع طرق بابٍ قبل ان يجيبه مارتن فرفع ملامحه نحو مصدر الصوت لتُجيبهُ نسمة هواءٍ قاسية جعلت ضمادة عينيه تطير بعيدا و قد ابصر اخيرا!
تناهت انظاره نحو مصدر الصوت
فإذا به ليو...
يحمل الطفلة على كتفه ويطرق باباً ضخماً..
لحظة ما هذا المكان
اتسعت مقلتاه بصدمة حين رأى ما رآهُ
كان اشبه بقلعة ضخمة لا..بل شيء اخر..مُنشئة محصنة تقبع فوق قمة جبل جليدي
لا شيء حولها سوى اشجارٌ متناثرة
بالفعل كما شعر من قبل..انه مكان قاحل بعيد عن البشر
ماثيو : واو..
- تمتم بدهشة دون ان يعي مما جعل الرجال يتنبهون اليه-
مارتن : مصدوم؟
ماثيو : اء..قليلا..
- استدار ليو بأنظاره صوبهُ فشعر برعشة في صدره و اشاح بملامحه يتفحص المكان بعينيه بينما اعاد الاخر الطرق على الباب ليُجيبهم صوتٌ المكبرات من الداخل-
من هُناك؟
- كان عميقاً به شيء من الخشونة كصوت رجل طاعنٍ في السن-
ليو : انه انا ابي...ليو!
-همهم الرجل العجوز ذو الصوت الخشن و اردف بنبرة تساؤل-
ليو من؟
- قلب الآخر عينيه و استدار نحو رجاله
فقهقه مارتن ونظرو لبعضهم-
مارتن : يبدو انه يريد العبث معك..
ليو : ليو مارتنيز..
اثبت ذلك..
- ردد الصوت من وراء الجُدران الشاهقة-
ليو : احح اللعنة..كيف افعل؟
- عاد الصوت الغريب ليجيب-
انت تعلم اظهر علامتك..
- عقد الاخر حاجبيه بنفاذ صبر-
ليو : ستدعنا نعود لنيويورك؟
اظهر علامتك..
ليو : احح بهذا الجو..؟ اتمازحني..
- لم يحصل على اجابة فعلم انه يجب ان يفعل ما يُطلب منه لا محالة
استدار تجاه رجاله وسط زفراته واقترب لمارتن-
ليو : امسك..
مارتن : اشعر بأنه سيجعلك تعاني
- اعطى ماريا الصغيرة لمارتن و مرر انامله فوق ازرار قميصه وبدأ يفتحه-
ماثيو : مالذي..يفعله..
- تساءل العقيد الذي يلاحق الشيطان بأنظاره محاولا فك الشيفرة التي تحدث امامه-
مارتن : يقنعهم بهويتنا
- اكمل تحرير ازراره ثم نزع الضماد عن كتفه بصعوبة اذ ان جرحه لا يزال جديدا..
و عظم كتفه محطم بالفعل وبالكاد اوقف نزفه
ثم استدار مبرزا وشمه امام كاميرات الباب
فجاءَ الردُ بعد دقائق من التفحص-
الشيطان!..يا مرحبا
- تنفس الصُعداء و اعاد ستر كتفه-
ليو : هاقد تأكدت..افتح الباب
- همهم الصوت الاخر القادم من مكبر الصوت و تغيرت النبرة نزولا من الحدة الى اللين..يبدو انه يود العبث فعلا-
مازلتَ لستَ ليو الذي اعرفه..اخبرني ما اسمك؟
- وسع الشيطان مقلتيه و رفع بصره نحو الكاميرا-
ليو : لا تمزح الان..معنا ضيوف!
ابقى خارجاً لبضع ساعات بعد
ليو : احح بحقك..
عندي تضع كبريائك خارجا قبل ان تدخل
ليو : وضعته..
ليس بعد..
ميغيل: اخبره بالاسم الذي يحبه هيا..
ليو : احلامك!
ميغيل : تريدنا ان نتجمد هنا؟
- كان ماث ينقل انظاره بينهم بوجهٍ تملؤه معالم الدهشة و يرمش يحاول فهم ما يحدث حوله-
جوليان : اعع هيا سيتجمد الاطفال
ليو : احح...بئساً
- عقد حاجبيه ثم اقترب نحو الباب من جديد و اردف بنبرة طفولية..يهمس محاولا اخفاء احراجه-
ليو :ا.انا ليون الصغير..ابي افتح لي..ارجوك..
- تردد صدى اخر كلماته اثر الصمت الذي خيم
للحظاتِ قليلة...
كان ماث يرمش بعين واحدة..
مارتن يكبح ضحكته بصعوبة
وآخرٌ هربت منه قهقاتٌ خفيفة..
وعلى الجانب خمسةٌ يضحكون..
و الصوت من وراء المُكبر قد أُغشيّ من الضحك..
ماثيو : اء ماما ميا...محرج
- اشاح ليو بوجهه وقضم سفليته وكأن هالة من الاحراج خيمت فوقه ثم نظر اليهم بتهديد مع وجنتيه المتوردتين-
ليو : احح و لا كلمة..
- كان ماث بالكاد يكبح ضحكته ايضا ولكن الدهشة والفضول يطغى على كل شيء لديه...
يود ان يعلم ماذا يوجد خلف ذلك الباب
او كما اسماهُ في مذكراته
"موطن الشياطين"
ماهي الا دقائق...فُتح الباب الضخم
و اردف الصوت الغامض بعد نوبة الضحك
ادخل..ادخل..
ليو : حسابك..عسير اقسم
- تنهد و دفع الباب ليتقدمهم عابراً نحو الداخل ثم
مر الرجال واحدا تلو الاخر امام كاميرات المراقبة
وبينهم ماث الذي كان يُجر ك أسير بالفعل
واستطاعو الدخول الى تلك القُبة المحصنة اخيراً

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن