25."Dios proteja a los angeles"

24 1 0
                                    

سقط الفريسة قتيلاً
و ابتعلتِ الارضُ دماءهُ من فورها
وكأنها عطشى للموت..
او رُبما..
اعيُنه الحاقدة كانت مُتعطشة
ماثيو : قضيتُ عليه!!..مارتنيز!!
- صرخ بفخر بينما يركض نحو ليو المطروح ارضا
واخيرا..
لقد انتقمتُ منه..
لقد اذقتهُ من الكأس عينها
هه...انه كالجرذ الميت
سِعرهُ ثلاث رصاصات..
هتف في سِره و اتسعت بسمة السخرية
ونشوة الانتصار!!
لقد خلصتُ العالم من فاسق آخر
سوفَ اكونُ نجم الموقف سيكون الجنرال فخورا بي
اجل..
الى ان وصل الى الجثة الهامدة..
سُرعان ما تلاشت ابتسامتهُ حين ادرك
انه لم يكن هو..
بل و لم يستطع التعرف الى القتيل لشدة خيبته
وقف هُناك متجمدا مُتلبد الخُطى خائر الانفاس
يُحدق بقسماتِ وجهه دونما غاية..
شعر بفراغٍ سحيق في تجويف صدره
و كأن السماء ادلجت في منتصف النهار
لن..استطيع الامساك به..
لقد هرب مجددا..
توهمتُ انه سيقع في الفخ..ظننتُ اني كنت اعرفه حقا
يبدو اني خُدعتُ فعلا..
كما قال في رسالته
انا مثلُ..
.
.
للاسف مثل الكلاب الشاردة..
- قاطع شروده صوتٌ من خلفه فتجمدت اوردته واتسعت مقلتاه لحظة ادركه ان جسدا ما كان على مقربةٍ منهُ حد الخطر المُميت بل كان في مُتناول يده
طعنه واحدة وسوف يُرديه قتيلا!
فانتفض كالثعلب ليحشر المُسدس في جبهة الرجل
الذي ارتعشت اطرافه وجثى على رُكبتيه مرتعبا واخذ يُردد
حمى الله الملائكة!!
حمى الله الملائكة..
- ضيق العقيد احدى مُقلتيه بغيظ و كاد ان يبطش به لشدة غضبه-
ماثيو : من انت بحق اللعنة!!
اء انا..انا ه.هنري
- اردف الرجل مرتعش الاحرف رافعا يديه خلف رأسه ليُشير الى حُسن نواياه-
هنري : انا مُجرد مدني اعزل..سيدي
- تنفس ماثيو الصُعداء و ارخى مُسدسه ثم احتدت نظراته-
ماثيو : مالذي جاء بك الى هنا واللعنة!!
الا ترى انها منطقة خطرة
هنري : لقد..هُدم منزلي و قد كُنتُ هاربا فرأيتُك و قلتُ اسألُك عن مكان آمن
- زفر بغيط و دعك ما بين حاجبيه ثم صرف انظاره واستدار مجددا نحو الجثة-
ماثيو : اذهب..سياخذك الرجال الى المأوى
هنري : حاضر
- نهض هنري من فوره و خطى نحو الجثة بدوره و أخذ يتأمل الرجل المتوفى-
هنري : هؤلاء الرجال مثل الكلاب الشاردة
- اتسعت مُقلتا ثيو مجددا و رمقَه بصدمة
فلاحظ شيئا ما..
لحظة..تلك السُترة الزرقاء!
تشبه سُترة كان يعرفها..اجل سترتي التي سرقها ذاك الوغد اللئيم
اه لحظة مالذي اتفوه به انا..هذا ليس ليو
انه اسود البشرة و ملامحهُ خشنة..و جسده ممتلئ بشكل مُفرط..ثم ان شعره يبدو مجعدا
ابنُ العاهرة مواصفاته مختلفة تماما
صحيح لديه شعرٌ اسود ايضا..ولكنه شاحب البشرة و عيناه حادة..كما وانه نحيل..
ماثيو..انت تفقد صوابك
اصبحتَ تهذي..وتراهُ في كل مكان
انها مُجرد سُترة مُشابهة
يجب ان اوقف ذاك الهوس..يجب ان اوقفه
بقيّ مُتجمدا هُناك ممسكا برأسه يصارع افكاره
ويراقب هنري الذي اقترب نحو الجثة و اغمض اجفان القتيل ببطئ ثم زفر ونهض مبتعدا-
ماثيو : هيه..لا تلمس الجثة!
هنري : علينا دفنها..لايجب ابقاء الموتى هكذا
ماثيو : اخبرتك ان تذهب لمركز الايواء
ابتعد انه ليس عملك
- في تلك الاثناء وصل رجال ماث و معهم حاملة الاسعاف وقد شرعو بفحص العقيد ذو الجراح السطحية و حملو الجثة-
دونالد : لم يكن الشيطان اذا؟
- تنهد العقيد الجالس في مقعد السيارة و حرك رأسهُ نافيا-
ماثيو : لم يكن..هو
دونالد : همم ايعقل..انهم كشفو حيلتنا؟
ماثيو : لستُ اعلم
لستُ اعلم..
- تنهد الآخر وبعثر خصله ثم انصرف يتفقدُ المكان بعناية اكبر بينما ظلَّ العقيد شارد الذهن يرتاح مما نزل به من الأوهام..
يتذكر كل ما جرى
السُترة الزرقاء..
اين ذهب ذلك المدنيّ السمين!
بحث بأنظاره فلم يعثر عليه فتذكر انه امره بالذهاب لمركز الايواء
اه لربما قد ذهب فعلاً
ولكن سُترته تلك كانت مشابهة حقا للسُترة التي اخذها منه ذلك السافل ليو
مرت بباله تلك الذكريات
شيطانُ السترة الزرقاء
فضحك مع نفسه و مرر انامله فوق ثقل اجفانه
ثم استفاق حين ادرك انه ذلك كان عدوه الحقير
اللعنة عليك..اللعنة عليك مارتنيز
امسك برأسه وانطوى برُكنه بين مقاعد السيارة
محاولا كبح دوامة الانهيار التي دخل بها
________________________________________

في صباح اليوم التالي
السيد ماثيو انه دورك
- ندهت الممرضة عند رواق العيادة
فنهض الآخر و دخل خلف ذلك الباب الذي كُتب عليه بخط عريض "عيادة الامراض العصبية"
نعم..لقد قررت ان اتعالج منه
لن اسمح له ان يؤرق نومي و ان يهلوس افكاري طيلة الوقت هكذا
منذ متى وانت تشعر هكذا؟
- سأل الطبيب العجوز بينما يضع نظارته-
ماثيو : منذ..عامٍ ونصف..او اكثر
همم..و هناك سبب ما لحالتك؟
- تنهد العقيد و اشاح بعسليتيه بعيدا عن ملامح الطبيب المجعدة-
ماثيو : ربما..
الطبيب : ربما؟
- رفع انظاره باستغراب صوبَ مقلتيّ الطبيب
لم يكن مرتاحا لهالته رغم كونه مُسالما وهادئ-
ماثيو : امم..اجل
- كسر التوتر الذي خلقه العقيد بضحكة و اعتدل بجلسته-
الطبيب : اجل؟ عليك ان تثق بي..سوف اخرجك من دوامتك تلك
ماثيو : من يهتم..
الطبيب : انا اهتم.. يجب ان تخبرني بكل شيء
حتى استطيع مساعدتك
- رفع العقيد حاجبه بعدم تقبل..
كان هناك صدى ما بين ازقة افكاره المظلمة
يأبى ان يطلب المساعدة رغم شدة ضلاله-
ماثيو : اتعلم..لم اعد ارغب بهذا
- نهض على عجل فاعترضه الطبيب عند الباب و اردف بنبرة استفسار-
الطبيب : لما انت جبان سيد ماثيو؟
- تعكرت ملامح ماثيو و احتدت نظراته و زمجر محذرا-
ماثيو : اتعلم..مع من تتحدث؟
الطبيب : حضرة العقيد انت في عيادتي مجرد انسان
ماثيو : كيف تجرؤ
على نعتي بالجُبن دامك تعلم من أكون؟
الطبيب : لا احد ينكر شجاعتك في الميدان سيد ماثيو
- تحدث الطبيب مربتا على كتفيّ الآخر ثم اعاده لفراشه على مهل-
الطبيب : لكن عليك ان تتحلى بالشجاعة في مواجهة ما يؤرقك وان تتغلب عليه
- تنهد ماثيو و اخفى عسليتاهُ مابين ساعده و بعثرة خصله-
الطبيب : دعني افهمك..ساعدني..
- ارخى عقدة حاجبيه ثم اومئ موافقا فتبسم الطبيب و عاد لإمساك قلمه و اوراقه-
الطبيب : اذا..مالذي تخافه..
مالذي يؤرق حضرة العقيد الشجاع؟
- اغلق اجفانه و ارخى عنه تنهيدة كانت تثقل صدره ثم تمتم بأحرفٍ خائبة-
ماثيو : الشيطان...

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵Where stories live. Discover now