١٦

0 0 0
                                    

- أنظر ما الذي وجدته بدفترها، تلعن نفسها مجددًا.








يزداد حنيني كل يوم
لتلك المساحة الصغيرة
التي كانت تسعني
وتسع أحلامي الساذجة
أفتقد حوض السمك الكبير
وذلك السلم الخشبي بني اللون
أفتقد خطواتي الصغيرة عليه
تلك الجوارب البيضاء
والشعر المموج
أفتقد ضحكاتها
أفتقدني
أفتقد يدي
أفتقد جسدي الصغير
الذي كان يحمل حقيبة بمثل وزنه
أفتقد أقلامي
أفتقد أوراقي ودفاتري ورسوماتي الصغيرة


كم أكره لغتي اليوم.. لا أعرف لماذا أكتب بهذا الشكل المقرف.. أسلوبي رديء.. لكن ماذا أفعل؟ لا يهم.. أريد أن أكتب فقط.. اللعنة

لكن هناك حلقات مفقودة
أيام مفقودة
لحظات تائهة
أعصر رأسي عصرًا كي أتذكر
لكنني لا أستطيع
تلك الرائحة
لا أعرف ما هي تحديدًا
لكنها رائحة يوم الاختبار صباحًا
رائحة حقيبة يدي الصغيرة
وأقلامي
وملابسي
رائحة الطعام
رائحة مقعدي في المدرسة
رائحة ذلك المطبخ الصغير بالمدرسة
ملمس يد تلك المعلمة الطيبة
يبدو أنني مهووسة بالروائح

لا أعرف ما الذي بي.. لا أعرف..


الرائحة الأهم بين كل تلك الروائح
رائحة ذلك المشتل الكبير
والشجر الكبير المحيط بها من كل الجوانب
صوت ذلك العصفور
إلهي.. كان صوته مميزًا للغاية
كان يقف بجوار نافذة فصلي
في الشتاء تحديدًا
كان جميلًا للغاية
لا أعرف كيف مر كل هذا الوقت


غبية.. لا أستطيع حتى وصف أي شيء.. فشلت.. تلك المسافة تقتلني.. اللعنة عليّ.. أكره احساسي.. مللت.. لا أحتمل.. ليتني أعود.. للحظة واحدة فقط.. أراهم جميعًا.. أحتضنهم.. لا أعرف ما الذي يحدث لي..









- أحاديثها غريبة. الأمور بسيطة.. لمَ كل هذا التعقيد؟

أزرق.. ربماWhere stories live. Discover now