٨

9 2 1
                                    

أهلًا.
كيف يبدو العالم من شُرفَتِك؟

لا أعرف أمازلت هنا أم فقدت الأمل بي وبما أقوله.. أعرف أنك محبط.. أعتذر عن ذلك.. رغم أنه لم يقدم أحدهم اعتذارًا عمّا حدث لي.

رغبات طفولية، أليست كذلك؟ هذا حقيقي. لكن في مرحلةٍ ما لا تكترث لمثل هذه الأمور.. ترغب فقط في أن تكون بخير.. أن يتشبث بك أحدهم.. منتهى اليأس.

أشعر بالتوتر الشديد. مرعوبة. لا أعرف كيف أشرح لك. هناك مرارة في الأشياء. سُلِبَت مني لحظات رائعة وهائلة.. حتى هذه اللحظة لا أعرف ما الخطأ الذي ارتكبته لتكون هذه نهاية كل شيء. أحيانًا أشعر بأن هذا العناء هو كل ما استحقه فعلًا. لكن لماذا أنا كل مرة؟ لماذا لا يمكنني عيش لحظة مثل تلك ولو لمرة واحدة؟ الأمر يحدث بسهولة ساذجة مقرفة للجميع.. تُثير أعصابي.. لماذا عليّ أنا أن أتحمل هذا العبء كل مرة؟

تلك التساؤلات لن تذهب بي إلى أي مكانٍ أبعد.. وتلك هي اللعنة.. ما من شيء ليُسهل الأمر.. ليست هناك أجوبة لأي تساؤل.. لا شيء. لا أعرف أي شيء. أحشائي تتلوى. تصل إلى رئتاي. النفس ثقيل.. للغاية.

للجماد روح أكثر حياةً مني. يتنفس. يهتز. على الأقل يجد من يُقدره وينظف عنه الغبار من حينٍ لآخر.. أما الخاسرون فهم يتعفنون في أماكنهم.. ويتذمر العالم بسبب تلك الرائحة الصادرة منهم.. نحن قدمنا الكثير.. قدمنا روحنا ومشاعرنا ووقتنا.. كل ما نملك.. حتى أصبحنا لا شيء.. لا نعرف حتى من نحن.. الخاسرون في كل شيء.

تمتع.. فأنت لست متعفنًا.


أزرق.. ربماWhere stories live. Discover now