٧

9 2 0
                                    

أهلًا.
مازلت لا تبدو كأي شيء.

أعترف أنني لا يمكنني التَكَيُف. الوضع غريب هنا. تلك الصور المزعجة لا تكف عن الظهور. الاستيقاظ مبكرًا. النوم المتقطع. التركيز المشتت بأشياء عدة. حاولت إرضاء الجميع وانتهى المطاف أنني لم أرضِ أي أحد. حتى أنا.
تظن أن الأمر لا يستحق وأنه ليس بهذه الصعوبة حتى أختفيت أنا. كما تقرأ الآن، فلم أتمكن من وصف كم الوضع مزري. لا يمكن لأي أحد التخيل فعلًا.

كان هذا آخر شيء أرغب في فعله. لكنني حقًا لم أتمكن من اتمام أي شيء. في أيامي الأخيرة فقدت القدرة على التمتع بأي شيء. كوابيسي تتحقق. لا أحد يعلم كم الألم الذي يتسبب به شيء كهذا. ربما هذه هرتلة من الأساس.

هناك أحداث قادرة فعلًا على تحطيمك. بهذه السهولة والبساطة. تحدث. فتتحطم. أنا حتى لا أعلم فائدة ما أفعله الآن.. فأنا بالفعل قد رحلت.. لا شيء سيتغير.. ولن ينتصر الخاسر.. لن يلتفت له أي أحد.. ولن يلتفت لي أحد.. لن يتوقف أحد لثانية ويفكر فعلًا في الأمر. لأنهم لا يملكون الوقت وهذا ليس بالأمر المهم.

هل تذوقت اللون الرمادي مسبقًا؟ قميء ومقرف. يُصيبني بالدوار. يُشعرني بالامتلاء. يُفسد أي شيء إن امتزج به.

أشعر بالعجز. كتلة هلامية. لا أقوى على تمالك أعصابي. رخوة. رؤيتي مشوشة. أرغب في القتل.. في الصراخ.. اعتصار روح أحدهم.. جعله يعاني.. يرى الموت فيتمناه لكنه لا يصل إليه بسببي.. يتشظى.

نعم أنت رائع ومذهل وترى الآن كل هذا الحقد الذي املكه تجاه العالم. أنا خسرت كل شيء. ولا أتمنى لك ذلك.
أشعر بالأسى تجاه كل من رحلوا ولم يَلحَظَهم أحد.. من لم يَصِلوا.. أشعر بالأسى تجاهنا.. نحن لا شيء.. بالنسبة للعالم.. لكننا كل شيء.. نحن من جعلنا للمعاناة معنى.. حتى ينتصروا هم.. احترقنا لأجل العالم.. لكنهم سحقونا.. بشدة.

لا تتمتع.. نحن لسنا بخير..

أزرق.. ربماWhere stories live. Discover now