8 | علاقة الأب والابن

67 8 19
                                    

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

.
.
.

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة.

---

في عصر اليوم التالي، كان إيليا جالسٌ على مقعد حجري في الحديقة العامة، وزيلا بين يديه يلاعبه ماسحاً على شعره مرة، ومرة أخرى يقبل رأسه ويدغدغه مستمتعاً بأصوات الخرخرة التي تصدر منه.

قاطع انسجامه مع قطه صوت من كان بانتظاره: مرحباً!

رفع بصره نحوه ليرى ذو الابتسامة الضئيلة والشعر الأفحم يتقدم نحوه.

لاحظ أن الأكبر قد أنزل غرته مخفياً عينيه، هو ممتن لذلك ففعلة الآخر رغم كونها قد تكون عفوية إلا أنها قد أسعدته.

شاركه ثابت المقعد يسأل عن أحواله ويداعب زيلا بدوره.

– عدت للذهاب إلى المدرسة، من الصعب التعامل مع زملاء لم أعتد عليهم لكنني أحاول، ليس لأني أحبهم أو شيء من هذا القبيل، هذا فقط لكي لا أعيد أخطاء الماضي.

هزّ ثابت رأسه متفهماً: سيكون ذلك صعباً في البداية، لكن لا تيأس واستمر بمحاولة الانسجام معهم. وبمناسبة الانسجام، كيف حالك مع والدك

كشّر إيليا حين سمع تلك الكلمة ونطق بانزعاج: هو ليس بوالدي! لا تُعد هذه الكلمة رجاءً! وحالنا ليس بالجيد فهو دائم الانشغال وحين نلتقي يثور غضبه من أبسط الأمور، ثم يأتي ليعتذر بعدها وكأن شيئاً لم يكن! كم هو مزعج..

ذُهل ثابت من إجابته فيبدو أن العلاقة بين هذين لن تُحلّ ببساطة كما ظن لكنه بدوره مدركٌ لمدى انشغال غياث في الآونة الأخيرة: آسف! لم أكن أعلم شدة كرهك لهذا، لذا هلّا أخبرتني بالسبب؟ ربما نجد الحل.

توالت صوَر من الماضي في رأس الفتى بعد سؤال ثابت، حتى لطخت الدموع عينيه، مما أثار قلق الأكبر: هل آذيتك بسؤالي؟

مسح إيليا دموعه نافياً برأسه قائلاً بعزم: كلّا، بل سأخبرك بكل شيء.

– وأنا كُلي آذان صاغية.

[عودة إلى ما قبل سبع سنوات]

في شقة بسيطة، حيث تسكن الأم مع ابنها وزوجها الذي يغيب عن المنزل أكثر مما يحضر فيه.

آسري ꤶWhere stories live. Discover now