2 | شهبٌ منطفئة

149 14 48
                                    

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

.
.
.

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة.

---

أدخل المفتاح ليديره فاتحاً قفل الباب، ثم ولج إلى الغرفة الباردة ليعيد إغلاقه خلفه.

سوداويتاه دارتا في المكان تنظران إلى التفاصيل، أنفه استنشق العطر الذي بقي أثره رغم رحيل صاحبه قبل أسبوع من اليوم.

تقدم بخطواته إلى المكتب، وضع أصبعه عليه ليحركه حتى تشكل خط مستقيم أثر الغبار الذي غطاه. نظر إلى اليمين حيث ذلك الإطار المستقر عليه، أخذه يتأمل تلك الصورة التي تجمعه مع مرتضى، يظهران نواجذهما جذلاً بتواجدهما معاً، ذراعيهما تحتضنان أعناق بعضهما.

كل ما ينبعث من تلك الصورة كان هو الحب الصادق.

أعاد الإطار إلى مكانه، ليبدأ بتنظيف الغبار وحده غير سامح لأحد بالدخول سواه، يريد الانزواء وحيداً في هذا المكان، آسراً تفاصيله داخله بصمت.

--

- أنت أيها الصعلوك! ألا يكفيك الضرب الذي حصلت عليه حين جلست على سرير الزعيم؟ وتجرؤ الآن على التحديق به بكل وقاحة هكذا؟!

لم يجب، فلم يسمح له بذلك فقد تلقى لكمةً تلتها الأخرى جعلت من كامل وجهه يتخدر إثرها، حيث أحد زملاءه في الزنزانة يقوم بتأديبه كما ادعى لأنه تعدّى بعينيه على زعيمهم.

كان هذا هو حال شهاب منذ أن أُدخل إلى السجن قبل شهرٍ من الآن، لا ينفك السجناء عن التعدي عليه وهو يواجههم بالصمت مستسلماً لقبضاتهم المدمية.

وغياث كان فقط يشاهد بصمت.

عاد إلى مكتبه بعد أن ملّ من رؤيته لاستسلام الآخر، فكيف لقاتل ارتكب جرماً بحق صديقه بدون أدنى تردد أن يبقى صامتاً أمام ما يتعرض له؟

جلس على كرسيه مرخياً جسده عليه، فتح أحد الأدراج ليخرج منه ملف شهاب ينظر فيه بتمعن، فهو لم يفعل ذلك يومها. ركّز هذه المرة في صورة هويته المختلفة عن تلك التي تظهر في الورقة الأمامية والتي تم تصويرها مباشرة قبل دخوله إلى سجن، كانت مختلفة، تلك العيون كانت شديدة الاختلاف عن تلك التي يراها الآن، كانت مليئة بالحيوية والأمل، كانت شهاباً لامعاً مشتعلاً، بينما الآن بات شهاباً ساقطاً منطفئاً.

آسري ꤶWhere stories live. Discover now