(٢٧) كاتمة أسراري

Start from the beginning
                                    

" صبرًا حتى انتهى من  رفيقك هذا، ثم أتفرغ لك "

تظاهر دانيار بالخوف :

" يا ويلي من المخيفة، نعم انتهي منه ولنتحدث "

كان تميم لا يعي ما يحدث :

" أنا حقًا لا أدري ما يحدث هنا، من هذه الفتاة وما علاقتها بك دانيار و....هي نفسها الفتاة التي ابصرتها تخرج من المعمل أحد الأيام ؟!"

هز دانيار وهو ما يزال ينظر لزمرد التي صرخت بجنون :

" أنتما توقفا عن هذا أنا جئت هنا لأجل هذا الـ .."

وقبل أن تتحدث بكلمة صرخ دانيار في وجهها أن تصمت بسرعة كبيرة يرى ارتجاف جسد تميم جواره لشدة غضبه :

" يا فتاة لا انصحك بالتحدث بسوء عنه في هذه اللحظة، كي لا يلقيكِ بإحدى قنابله، هذا الشخص مختل "

نظرت زمرد صوب تميم بعدم اهتمام وهي تلوح بخنجرها :

" هذا الشخص نذل، يترك الفتاة تبكي منذ الصباح وهو هنا يلعب بقنابله ؟! يا ويلي من الرجال وقذارتهم "

" هو فقط القذر وليس أنا "

قال دانيار تلك الكلمات ببساطة لترمقه هي بشر، بينما تميم سمع كلماتها تلك ليرتجف قلبه وهو ينظر أمامه شاردًا لبعض الوقت، هو منذ ثواني أخبر دانيار أنه فقط سيتركها كي تبكي وتفعل ما تريد على راحتها، لكن معرفته أنها الآن تبكي جعلته يتجاهل كل ما يحدث هنا ويركض خارج المكان بأكمله تاركًا خلفه دانيار وزمرد التي ما تزال ترفع خنجرها على الهواء أمامها.

فجأة سمعت صوتًا خلفها يقول بخبث :

" إذن هل هذا خنجرٌ مسروق ؟!"

استدارت زمرد له ببطء تقول ببسمة جانبية لم تظهر بسبب لثامها :

" ومنذ متى حملت خناجر تخصني سيدي قائد الرماة ؟!"

ابتسم لها دانيار بسمة جانبية يقول بنظرات غامضة :

" يمكنني منحك ما تشائين من الخناجر دون اللجوء لمثل تلك الأفعال المشينة آنستي "

ابتسمت له بسمة مستفزة وهي تحرك حاجبيها :

" لا شكرًا أفضل الخناجر المسروقة تعطني إحساس بالنشوة "

رفع حاجبه يشعر باليأس من هذه الفتاة، والآن سؤال غريب أضحى يراوده وبشدة، من أين تنحدر، لا يتذكر أنه سألها هذا السؤال يومًا واجابته إجابة منطقية أو يمكن تصديقها، فإما أن تكذب، أو أن تتجاهل الإجابة ...

تنفس بصوت مرتفع يقول وهو ينظر لملامحها الشرسة وعيونها الحادة ينطق اول ما جاء في رأسه:

" هل رفضك الزواج مني له علاقة بحياتك أو المكان الذي تنحدرين منه "

رامي بارع، يا الله أصاب الهدف في المنتصف، في قلبها مباشرة لتتراجع شاحبة الوجه للخلف، فتحت فمها رغبة في الصراخ في وجهه والدفاع عن نفسها ومحو تلك الفكرة الغبية الحقيقية من رأسه، ليس عليها تركه يقترب بهذا الشكل من حقيقتها، لكن أغلقت فمها مجددًا تشعر بالعجز عن الدفاع عن نفسها، بالعجز عن نفي فكرته تلك، نظرت ارضًا تشعر بالاحتقار لذاتها، هي حتى هذه اللحظة لا تتقبل هذا الجزء في نفسها وهي من عاشت معهم عمرًا طويلًا، فكيف بمن ترعرع ونضج وتجرع كرههم كؤوسًا ..

مملكة سفيد " أول الآثمين"Where stories live. Discover now