(٢٧) كاتمة أسراري

ابدأ من البداية
                                    

" وهل يشمل عقابك هذا برلنت لتبتعد عنها ولا تتحدث معها ؟؟"

ولم يجب عليه تميم ليتنفس الاخير بصوت مرتفع :

" تميم بالله عليك أفق مما أنت به، هل كنت تجهل حقيقة والدها أم ماذا، فملامحك وردة فعلك تخبرني كما لو تفاجئت بحقيقة عائلتها "

زفر تميم بصوت مرتفع يلقي ما بيده ليحدث صوتًا مرتفعًا، ثم استدار صوب دانيار يواجهه بنظرات سوداوية، ثم قال بصوت خافت :

" من قال أنني غاضب من برلنت !!"

" تصرفاتك ونظراتك "

" دانيار، أنا لست غاضبًا من حقيقة أنها ابنة ذلك الرجل، أنا فقط ...أشعر بالغضب لأجلها، اليوم بعد المحاكمة وحين خرجت أبصرت انهيارها، برلنت تدعي أنها بخير امامي في حين أنها تتألم بالفعل، تضطر أن تبتسم خشية أن اغضب منها لتعاطفها مع والدها، لذلك أردت أن اجنبها كل ذلك، فقط أردت لها أن تأخذ وقتها في التفكير وكي تهدأ، أشفق عليها من نفسها "

حرك عيونه بتعب يقول :

" ليس معنى حديثي أنني اتخلى عنها في أصعب لحظاتها، بل امنحها فرصة الاختلاء بذاتها، ومن ثم أعود لها لاشاركها كل ذلك "

هز دانيار رأسه بهدوء، ثم فتح فمه للحديث، لكن قاطعه صوت اقتحام لمعمل تميم، صوت يألفه وبشدة، إذ اقتحمت هي المكان دون مقدمات تقول بغيظ وغضب :

" أنت يا عديم الاحساس، لقد ضحت الفتاة بالكثير لاجلك ولأجل هذا الحب الغبي، كيف تفعل بها هذا، سأقتلك "

اتسعت أعين تميم بقوة لا يدري ما حدث فجأة، لكنه نظر جواره لدانيار الذي ابتسم بسمة مريبة وهو ينظر لتلك الفتاة .

" عفواً ومن أنتِ ؟!"

هبطت زمرد الدرج تسحب خنجر من ثيابها لتتسع أعين تميم بصدمة متشنجًا، أن تحمل فتاة سلاح داخل القصر، بينما دانيار ابتسم بسمة واسعة يقول بصوت منخفض وهو يميل على تميم :

" اعتقد أنك ستحتاج لتكثيف صناعة الخناجر تميم، فسرقة الخناجر قد زادت في الآونة الأخيرة "

نظر له تميم بصدمة كبيرة يحاول فهم ما يرى أمامه، ما هذا النوع من النساء الذي يبصره للمرة الأولى .

" من هذه المرأة وما الذي تفعله بالأسلحة هنا ؟؟"

اقتربت منه زمرد بقوة ترفع الخنجر في وجه تميم ليتصلب وجه الاخير بشر وهو يردد :

" هل تمزحين معي ؟؟ اتركي تلك اللعبة يا صغيرة لئلا تجرحي يدك "

" صدقني سيدهشك ما تستطيع تلك الصغيرة فعله بهذه اللعبة "

ولم تكن تلك الجملة صادرة من زمرد، بل كانت صادرة من دانيار الذي يراقبها ببسمة ساخرة جعلتها تنظر له بشر وهي تلوح بالخنجر في وجهه :

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن