(٢٧) كاتمة أسراري

ابدأ من البداية
                                    

تنهدت بصوت مرتفع وهي تجلس على الفراش المقابل لكهرمان، تحرك طرف عيونها صوب تلك التي تسجن نفسها في ركن الفراش تأبى الحديث مع أحد أو رؤية أحد .

" وأنتِ يا عصفورة الحب، ما بكِ حزينة لهذه الدرجة، ألم يخبرك الشيخ أن حكم والدك سيكون منصفًا ومخففًا لأجل عمره ؟؟ إذن ما بكِ؟؟ كيف تجلسين هكذا في هذا الركن تاركة تميمك يعاني الوحدة الليلة ؟!"

لكن برلنت لم تتحرك ولم تتحدث بكلمة، نظرت زمرد صوب كهرمان بتعجب لتهز الأخيرة كتفها بريبه تقترب منهما تحاول الحديث والاطمئنان عليها :

" هييه بيرلي صغيرتي، أنتِ بخير ؟؟"

انتفض جسد برلنت بسبب شهقاتها المكتومة لتثير فزع الفتاتين، بكت بقوة لتقترب منها كهرمان تحاول أن تجذبها بعيدًا عن الجدار :

" عزيزتي مابكِ ؟! لِمَ البكاء برلنت !؟ هل هذا بسبب والدك ؟!"

ازدادت شهقات برلنت حدة وهي تهتف من بين دموعها :

" تميم "

ضمتها كهرمان لصدرها بسرعة وهي تقول برعب عليها :

" ما به تميم ؟! هو بخير، لماذا البكاء إذن ؟!"

بكت برلنت بخوف شديد أن يبتعد عنها تميم، أو يظل ما حدث نقطة سوداء تمنعهما التقدم، تشعر بالوجع لأجله ولا تملك من أمرها مساعدة له .

" لقد ...غضب مني ولا يرغب برؤيتي بعد اليوم، لقد كان غاضبًا حين خرج من المحاكمة ولم ينظر لي حتى نظرة واحدة كهرمان، لقد كرهني تميم، يا الله سأموت لو ابتعد عني بعد كل تلك السنوات "

نظرت لهما زمرد ثواني بغيظ شديد وذكرى بكاء والدتها تعود لها، كل ليلة كانت تبكي زوجها الأول الذي قتله والدها، كانت تبكي حبه وتبكي وجع موته .

" لقد قتلني، قتلني قبل قتله، قبل أن يتعذب ويقتل بأبشع الطرق فقط ليحافظ على حياتي وأبنائي، وفي النهاية قتلهم واحضرني هنا واجبرني على الزواج منه، لكن وكأن الله أراد أن يعوضني خيرًا عمن فقدت فرزقني بكِ زمرد"

ازداد غضب زمرد بسبب صوت بكاء والدتها الذي اختلط مع اصوات بكاء برلنت، وصوت شكوى والدتها وتذمرات برلنت، كل هذ تردد في أذنها قبل أن تتحرك للخارج مندفعة من الغرفة بسرعة مخيفة لا ترى أمامها سوى مكان واحد فقط ...
معمل تميم .

_____________________

داخل معمله كان يعمل على أسلحته دون اهتمام لما يحدث حوله، فقط يهتم بما بين يديه متجاهلًا تمامًا حديث دانيار له، وكأن الأدوار انقلبت في هذه اللحظات، فأصبح دانيار هو من يصنع له تميم وهمي يجيب حديثه المعلق .

" إذن أنت تعاقب من بصمتك هذا تميم ؟؟"

صمت ثواني وكأنه سمع رده :

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن