تساير الأحداث

17 1 1
                                    


~*~رمضان كريم~*~

...........

(فلاش باك إلى مابعد رحيل كيلوا بيوم واحد)

دانيالpov :

{يتثائب} آه كم أشعر بالملل! كل ما أفعله طوال الصباح هو الوقوف بلا حراك كالصَنم ومن أجل ماذا؟ من أجل التثبت من عدم نفوذ دخلاء!
وفي نهاية اليوم أعود إلى ذاك المسكن التعيس ليحل مكاني خادم آخر وبالطبع أوامر ذلك العجوز المخيف ذو النظارة تكون في انتظاري، يالها من تجربة مقفرة!
أنا هو الأحمق الذي قبل هذا التحدي على أية حال، حسناً أحمق أفضل من جبان، ما كنت لأرفض أبداً..آخخخ عندما أعود، سأبرح ذاك الذي تحداني ضرباً
قال لي أن الأمر سيكون
خطيراً وشَيّقاً
وليس مضجراً!.. أظن أن هذا ما يجعله خطيراً حقاً.....
{تنهد داخلياً} على الأقل أُتيحت لي فرصة لقاء كيلوا، ذاك الفتى الصغير المرح، مختلف كامل الاختلاف عن بقية أسرته، تعرفت إلي أحلامه على الرغم من المدة القصيرة التي قضيناها سوياً، من يدري؟ ربما يحلق به خياله يوماً ما إلى النجوم، هذا إذا لم يكن قد فعل!
{يصفى بملل} أوه! ماذا تفعل تلك الساحرة هنا؟ ومعها...أظن أن كيلوا أخبرني ذات مرة أن اسمه كالوتو، صدمني حين أخبرني أنه ذكر حتى ظننتُ أنه مقلب وأنه يخدعني ولكنني تبينتُ صدقه حين اقتربت مسافة كافية تبرز فيها ملامح الفتى جيداً
لحظة...هل هما..يتجهان نحوي؟ أنا لم أقترف أي شيء من شأنه أن يغضب تلك المشعوذة...على الأقل في هذه الفترة، إذن لماذا ترشقني بهذه النظرات الحارقة؟
انحنيتُ لها ببرود حين اقتربت ورددتُ التحية
"صباح الخير... دانيال"
"صباح الخير سيدتي"
"ترى كيف حالك هذه الأثناء..أعني أنك على مايبدو تشعر بالملل"
قالت بلهجة ذات معنى
"عذراً سيدتي لم أفهم مقصدك"
"أقول أن لا تتحدث كثيراً في الآونة الأخيرة... حتى مع أشخاص لا يجدر محادثتهم أساساً "
لم أستوعب ماتريد ايصاله إلا عندما أردفت بضحكة مزيفة:
"لاشك أن الجو ممل بعد مغادرة كيلوا"
وأخذت الصورة تتضح أكثر فأكثر مع أسئلتها المتلاعبة وقهقهتها الزائفة..حين قررتْ أخيراً التوقف عن اللف والدوران:
"كيف لخادم وضيع مثلك أن يقترب من سيده ومولاه؟ بل ويتجرأ على الضحك برفقته وكأنه يقارنه بنفسه!"
حدقتُ بطرف عيني بذلك الصغير الواقف بجانبها يطالع الأرض وكأن الموضوع لا يخصه، بينما واصلت الأخرى شرح آداب التعامل مع السادة والقواعد الصارمة التي ينصها دستور الأسرة، خشيت أن يكون ما في رأسي صحيحاً فتكون هذه المحاضرة المفاجئة حاملة للكثير من المعاني وقد تحققتُ من كل شيء لاحقاً.
"بماذا كنتَ تثرثر مع صغيري كيلوا؟"
أدركت أن الوقت غير مناسب للجانب المرح والوردي وحان وقت الجد فأجبتها بحرص دون تردد:
"يبدو أن قطع الصورة قد رُتِبت بشكل خاطئ سيدتي"
"لا يهمني الهراء الذي تتفوه به، كل ما يهمني هو معرفة سبب حَومك حول ولدي، فلا تنجرف بالحديث بعيداً"
"حسناً حسناً بوسعي شرح موقفي"
ضربت الأرض بقوة بكعبها بمعنى استعجل أو تندم!
فقلت:
" أراد كيلوا ساما التعرف على خبرات وتجارب الآخرين في العالم الخارجي فكان يسألني وأجيب"
"حقاً؟ أعتقدتُ أن الجلسة التعليمية تتطرق للفكاهة والتفاهة وأمور لا داعي لها، أم أنني على خطأ"
قالت بنبرة مصطنعة
فتابعْتْ:
"أرجو المعذرة سيدتي، من واجب المرء أن يطلب المعرفة والخبرة على الدوام، ولا مشكلة إن كان ذلك بطريقة مسلية احياناً"
"اخرس أيها الخادم الدنيء! إننا نحن من يقرر كيفية تعليم أبنائنا وتربيتهم ولا نحتاج إلى نصائح أمثالك، ثم حتى لو كان كيلوا هو من طلب، كان من واجبك كخادم تجاه سيدك أن تذكره بالفروقات الكاسحة بين مقامه ومقامك وأنه لا يجوز محادثة الخدم ومسايرتهم، وليس المضي قُدُماً مع التحفيز والتعزيز، إنك تستحق من العقاب أشده...{صكت على أسنانها بغيظ واضح}.. ومع ذلك وللأسف لن تُطرد"
........

Dostali jste se na konec publikovaných kapitol.

⏰ Poslední aktualizace: Apr 05 ⏰

Přidej si tento příběh do své knihovny, abys byl/a informován/a o nových kapitolách!

الضحية القاتلةKde žijí příběhy. Začni objevovat