فكرة الهروب

84 7 0
                                    

(ملاحظة نسيت أقولها: في هذه الرواية ألوكا لاتمتلك نانيكا إنها فتاة عادية كأي فتاة أخرى ولكنها مدربة كباقي إخوتها على القتل)
.
.
.
.
.
خلال الليل الدامس مع صوت الرياح الهامس
وفي وقت الظلام والكل نيام
بطلنا تركيزه هو من نام أما ذهنه فهام
عيونه أتعبها السهر وأبى مؤانستها القمر
زاره الأرَق وسكنه القلق
.
.
.
بعد انقضاء الليلة التي شهدها الصغير بعيون ساهرة وأحلام عابرة تحمل رسائل ورموز مبهمة، بدأت تباشير الفجر بالظهور لتبدأ بعدها الشمس بإرسال خيوطها الذهبية لتحيك بها أحد أبهى المناظر، وقد تسللت تلك الخيوط من نافذة الصبي لتداعب وجهه وترحب به في يوم جديد .

(كيلوا)
بقيت مستلقياً في سريري طوال الليل تحت سطوع القمر، وعلى عكس هدوئي من الخارج كنت أضج بصخب من الداخل والتساؤلات تتقاذف في ذهني، وأثناء انشغالي شعرت بحرارة طفيفة على وجهي، شدتني من عالم أفكاري، فإذا به الشروق .
نهضت بحماس وهرعت إلى النافذة وفتحتها على مصراعيها ليستقبلني نسيم عليل ظننت أنني أستنشقه لأول مرة من بعد قرون بسبب جو غرفتي الخانق والضغط الكثيف من حولي، ملأت صدري به وأغمضت عيناي براحة وصفيت ذهني من كل ما كان
يجول به تلك الليلة لتستقر همتي في نهاية المطاف على تغيير هذا المصير المشؤوم الذي كتبته أسرتي و
الذي سبب لي كل هذه المشاكل، كيف ومتى...لا أعرف، ما أعرفه هو أنني سأغيره وليكن ما يكون، سبق وفكرت بالهرب من هذا المنزل التعيس لكن الآن أنا مصمم على ذلك، لكن أولاً سأخفف عن نفسي هذا الضيق وأعرف كيف.
.
.
.
{صوت طرق على الباب}
"ألوكا...ألوكا هل بوسعي الدخول؟"
"ادخل" {بصوت خافت}
دلفت إليها فوجدتها متقوقعة على السرير تضم ركبتيها إلى صدرها...آآآه أمي! قلت في نفسي بتذمر وحنق شديدين
"ألوكا لا أدري ماذا قالت أو فعلت تلك المرأة هذه المرة ولكن مهما كان لا تكترثي لها"
"لقد قالت بأنني أضيع وقتك وأشتتك وطلبت مني الابتعاد عنك وعدم محادثتك ثانيةً"{بصوت خفيض بالكاد يسمع}
"إياكي والاستماع إليها، أنت الشخص الوحيد الذي يجعلني أبتسم في هذه الأسرة، أنت مصدر للسعادة"
عانقتها وبادلتني العناق، وعندها فقط فكرت بأمر نسيته تماماً أثناء إعداد مخططاتي؛ماذا سيحدث لها حين أغادر؟ ليقفز إلى رأسي سؤال آخر؛ ماذا سيحدث لها إن أخذتها معي؟ وسرعان ماحذفت تلك الفكرة وألغيتها بشكل كامل لأنني أعرف كم سيكون الوضع خطيراً عليها إذا أتت، أنا واثق بأنني سأستطيع المجيء لأخذها يوماً ما، سآخذها بعيداً عن أولئك الذئاب وسنحيا معاً بسعادة كبيرة.
أكدت لها ألا تأبه لكلام أمي وأن تتجاهل كلامها تماماً فتدخل كلماتها من أذن وتخرجها من الأذن الأخرى مباشرةً دون أن تفقه أو تعقل حرفاً واحداً من ثرثرتها الفارغة، فوعدتني بذلك وابتهجت، قبلتها على خدها وهممت بالمغادرة إلا أنها استوقفتني وكأنها تذكرت شيئاً:
"آه صحيح أوني تشان هل من سبب محدد جعلك تأتي إلى غرفتي؟"
"لماذا هذا السؤال؟ هل تطردينني؟"
قلت مازحاً ببراءة مصطنعة، لم أرد أن تعلم بأنني أتيت أخفف عن نفسي وبدلاً عن ذلك خففت عنها، ضحكت ثم أردفت ببراءة مصطنعة أكبر:
"أنا أطردك؟! أنا؟ أنت تتهم الملاك البريء"
"حسناً أيها الملاك المتصن...أقصد البريء كنت أتأكد فقط بأنك مستيقظة كي لا تعاقبي إذا تأخرتي عن المائدة"
"ماذا؟ وهل تحسبني كسولة مثلك لقد نهضت قبلك" قالت بفخر
لكنني كنت مستيقظاً منذ الأمس،يالها من نشيطة
" على كل حال، ألوكا سأذهب هل تريدين شيئاً ؟"
"لا شكراً "
بعد ذلك خرجت متوجهاً نحو مخرج القلعة قاصداً التمشي لبعض الوقت، وبينما كنت أتمشى سمعت أحداً يصدح وينبح، ولكن مابالنا مع أمي اليوم؟
تلفت قليلاً لأجدها تصرخ على أحد الخدم، لم أره من قبل، فتى ذو شعر بنفسجي غامق وعينان بنفسجيتان كذلكإنه أكبر مني بلا شك لكنه ليس كبيراً جداً أيضاً، انتظرت لوهلة حتى تغادر أمي وذلك الملتصق بها دون سبب كالوتو لأتقدم أنا وألتقي الخادم الجديد، لكن قبل ذلك استعلمت عنه من بعض الخدم الآخرين
قالوا لي أن اسمه دانيال والجميع ينادونه بداني كاختصار وهذا هو أسبوعه الأول، خلال الأربعة أيام الماضية لاحظوا أنه متهور لأقصى درجة ويثير المتاعب وينال التوبيخ طوال الوقت لكنه أيضًا  مضحك وخفيف الظل ومسلي.

الضحية القاتلةWhere stories live. Discover now