الإسلام : إستكشاف الذات والهوية

186 19 60
                                    

خشخشة ...فحيح الهواء ....أنين مقيت..

كرسي خشبي متحرك، تتدلى منه ذراع تحمل زجاجة نبيذ أوردو الفرنسي الفاخر رائحته تخترق الهواء...

ظلام دامس يعمّ المكان، الغبار يغطي الأثاث، والعث يستقر على الأفرشة، والعناكب تبني ملاذها في زوايا الجدران....

مصباح غير محكم ينير تارة وينطفئ تارة أخرى ينعكس ضوءه الخافت على وجه جاك المتجمد...

ينظر للسقف بدون حركة..راخياً أقدامه على الأرض، لا يملك القدرة على الحركة أو هز الكرسي...

يشد بيديه على زجاجة النبيذ في كل لحظة يتذكر فيها شخصيته وحياته...

" ماذا فعلت لأُخْلَقَ وحشا هكذا "

يغمض عينيه حيث تسبح أفكاره في بحر من الرغبة والشهوة... تتجه هذه الأخيرة نحو أبعاد موازية لإرضاء غريزته الجنسية...

'أوليان.. أوليان.. لا يمكنني التحمل.. أريدك معي...'

يلوح جاك بيديه بإحكام على زجاجة النبيذ، ينحني مراراً على كرسيه.....يلتصق بمقابضه بقوة... ورأسه يبحث عن الراحة على حافته....كأنه يحاول البحث عن دعم يصد قوته المولعة...

في لحظة من التصوّر، يرفع جاك صوته يصرخ باسم الفتاة التي يحب....

تتناثر كلماته في الهواء، مليئة بالحنين والشوق، تتداخل مع همسات الصمت في غرفة هذا المنزل العائلي المهجور لسنوات...

'أوليان... آسرتي... أحتاجك... إروي عطشي...'

تصبح أنفاسه أعمق.. تزداد شدة قبضته على مقابض الكرسي...

'آسرتي... ستكونين فاتنةً متلألئة بألوان الدماء التي ستسيل من جسدك بسببي... ستظهرين بكل جمالك من توقيعي، سأكون الفنان الذي يرسم على بشرتك...'

يفتح جاك عينيه بصعوبة، يحاول استعادة توازنه، ويكافح لاستعادة السيطرة على تنفسه، مصدوماً بما قاله...

'ماذا فعلت جاك، اهدأ... كيف تجرؤ على قول هذا...'

يبدأ في توجيه ضربات عنيفة إلى قضيبه الذي أصبح منتصبا بالفعل..

لا يريد إراحته من هذا التصلب بل يحاول معاقبته على تخيلاته التي أشعلت نار الشهوة داخله...

DANGEROUS ATTRACTION Where stories live. Discover now