الأداء فن القتل: موجة الدماء

208 21 42
                                    

" دمٌ..بقع من الدم..عبقه المغري..لونه..هذا هو ..."

ينطلق صوته وهو ينظر إلى الدم المتناثر، تتصاعد أنفاسه بصعوبة، تتوشح عيناه بابتسامة من الانتشاء ..

يضع قدمه بخفة على بقعة الدم في الأرض، ينطلق في المشي بلا عناء كأنه يغوص في بحر النشوة...

يتحرك بخطوات مبعثرة ، يضع قدما بعد الأخرى، كتفاه تتمايلان بإيقاع راقص مع كل خطوة، يتأرجح كل جزء من جسده بمتعة، وابتسامته تتألق ببريق الفرح مصحوبة بأنفاس تنبعث بقوة ...

تتجمد حركته فجأة ، يراقب بعيون غائرة مستطابة للبقع الحمراء التي تناثرت، حول حذائه، ثم يتَرصد بتسلسل بطيء للدم المتناثر..

أخيرا تقع عيناه على الرجل الثلاثيني المُمَدد على الأرض،مع السكين الذي يخترق حنجرته..

يقترب بسلاسة بينما ينظر إلى فعله الشنيع، والتفاصيل البشعة تجول في فكره ...

" هل تشعر بالألم ؟ هل أساعدك ؟ "

يتلقى همهمة خافتة من الثلاثيني..

" لحسن حظك، الشريان هو من تضرر ليس القصبة الهوائية أو الأوعية الوداجية "

يتكلم تحت بريق غامضٍ في عينيه وإبتسامة مخيفة

" لكن لسوء حظك، إنها أحب الأجزاء إلي "

بدون أي شفقة، يرفع السكين كسيف قاتل يسعى للفتك والدمار، ويبدأ بإعادة إدخالها ببطئ شديد..

يوجهها نحو القصبة الهوائية السميكة بينما يستمع لصراخ مكتوم ...

يشيح نظره إلى وجه ضحيته الذي أضحى يشوبه التشنج، يستشعر الضغط المقاوم لأنسجة الجسم الممزقة، يستمع لأصوات التشقق، يشاهد تسرب الدماء المروع، يستنشق رائحة الحديد، كيف لا ! والدماء قد سيطرت على المكان...

تزداد ابتسامته الباردة في كل لحظة ينزلق فيها السكين ببطءٍ مرعب، حيث تتراقص القطرات الحمراء بلا توقف، وهي تتشابك مع بقايا اللحم والأوعية الممزقة ..

يُخرج السكين من الحنجرة لتنطلق النقاط القرمزية الداكنة في كل اتجاه، تزين مضجع القابع أمامها..

ينتشي من رائحتها، تزيده ولعة وشعورا بالنشوة، يرغب بالمزيد من الضرائح في سبيل ارضاء ادمانه للدماء..

حيث تندفع بكميات هائلة كالأمطار الجارفة، تملأ الفم وتنبعث من بين أسنان الثلاثيني بحركة تشبه النافورة المدفوعة بالضغط...

DANGEROUS ATTRACTION Where stories live. Discover now