الظهور الأول

447 61 160
                                    

اليوم بدأ بمنظر رائع لفتيات بملامح أخاذة تصدح بصوت عالاً ومن بعيد لتخبر الجميع بـ" أنهن أجمل مخلوقات على الكون." ، لكن ما هي قصة أربطة الشعر البيضاء؟، الجميع اليوم ومن ضمنهم أنا خصل شعرنا ملفوفة بقطع قماش أبيض!. الناس غالباً لديهم ملابس موحدة لكن ليس تسريحة موحدة!. برغم أنني قضيت ليله أمس كلها في تخفي وسرقة بعض الأشياء من هنا وهناك وذلك بعد أن قدمت لي ونفريد دعوتي الخاصة للحفل قائلةً أن السيدة مارغريت لم تكن تريد التحدث معي بعد، لا يهمني أمر مارغريت لكنني أشكر الله أن الهالات لم تظهر على وجهي، كل ذلك لأجل أنجاح الخطة والمقابلة بين جيرالد ونيروبي!.

كان الفطور عبارة عن منظر رائع من التضامن في ما بيننا حول هذه التسريحة الفظيعة لكن الجميع متحمس لحفلة المساء الأجواء مشرقة فعلاً الكثير من الأحاديث والقهقهات والخطط التي تنسج بديناميكية للحصول على دعوات للحفلات من العائلات النبيلة وأن كان الحظ حليفهن ربما يحصلن على خاتم في بنصرهن، وهناك أمر رائع آخر حدث هذا الصباح وهو أن حرب الاشاعات انتهت أخيراً لذى كنت سعيدة جداً بهذه الأجواء الاحتفالية.

كل شيء مثالي إلا الألم الذي كان وليد شد شعري بتلك الأقمشة، كنت أحاول جاهدة تخفيف قوة الربطات بيدي لكن عيني الصقر التي تملكها نيروبي كانت تمنعني في كل مرة وفي آخر مرة فعلت ذلك قامت بضرب يدي كي يتردد صدى تلك الضربة في أرجاء الغرفة تاركاً الجميع يلتفت إلينا فعم الصمت وصدمة، قلت متداركة الموقف بضحكة خفيفة لتلطيف الجو:

- هل كانت هناك بعوضة في يدي؟، شكراً نيروبي عزيزتي فأنا بطبع لا أريد أن تكون هناك أثر قرصة على يدي.

لكنها تجمدت على حركة واحدة في غرفة الطعام ببعض الخوف على عينيها، شددت مريلها الأبيض كي تنتبه لي، فارتسمت على وجهها تعابير غريبة رافعة حاجبيها وهي تحاول ترتيب ردها بطريقة مرتجلة وصوت مرتبك:

- آه بطبع آنسة ميكلسن، هذه البعوضة... هي كانت ستسبب لك حكة فضيعة وحبة بشعة في يدك وأمر كهذا... بطبع ما كنت لأقبل به لسيدتي خصوصاً في حفلة الشتاء الملكية.

قالت أخر كلمة وهي تهز رأسها مع ابتسامة محاولة تصديق الترهات التي كانت تطير من فمها؛ فهي وبذات هي لا تهتم حتى أن قرصني دبور في وسط جبهتي، إلا أن كلماتها كانت كافية لعودة أصوات والأحاديث على الطاولات، وسمعتها تخرج تنهيدة من صدرها وهي تدحرج عينيها.

زممت شفتي كي لا تخرج ضحكة قد تودي بأجلي الآن بينما كانت ونفريد تنظر لنيروبي بالغضب المعتاد فمناوشتهن أصبحت كمناوشات القطط التي تأتي آخر الليل كي تغني موال قرب النافذة الأقرب لمسامعي، أخرجني من دوامة التفكير صوت جدال أيرا وفريا مع آنيا حيث قالت آنيا:

- أنا لم أستسلم حسناً!، كل ما في الأمر أنه لربما لو أعطيت شخصاً آخر كل هذا الاهتمام الذي أقدمه لفلادر لكنت الآن أرتدي خاتماً قبل أي منكن.

خطأ الكاتبةWhere stories live. Discover now