حرم البلستاتشي

360 66 46
                                    

تعليق🗨+ نجمة🌟 = دافع لي

-

نظرات دامير تخترق مقدمة رأسي وهو ينتظر تفسيراً ما بينما أنا بكل وقاحة أحاول تشتيت نفسي بترتيب طبقات الفستان أو النظر للخارج والاستماع لصوت العجلات وهي تدعس على الثلج بكل قسوة، رفعت نظري إليه أخيراً مستسلمة له فهذه ستكون رحلة طويلة جداً على ما يبدو:

- إذا هل سيخبرني أحد لما سدرا معنا بالضبط ؟.

- دامير ليس من الأدب طرح سؤال بهذه الطريقة.

قالت السيدة إلينا ثم استطردت:

- أن سدرا ستكون من فتيات البلستاتشي حين نصل إلى وفران لذى أخذتها معنا فنحن ذاهبين إلى هناك في كل الأحوال.

قوس حاجبيه باستنكار:

- لكن لما ؟، لما قد تودين أن تكوني كقطعة أثرية تحتاج لشخص ثري يختارها ؟.

ألقت السيدة إلينا نظرة نارية إلى دامير لكنه كان ينظر إلي ينتظر مني أجابة، فكرت ولم أعلم بما أجيب فقلت أخيراً:

- على عكسك أنا لست ثرية ولا أستطيع أن أبقى أتسول لقمة العيش.

- لكنك ستفقدين كونك إنسانة أيض...

- دامير هذا يكفي !.

قالت السيدة إلينا بصوت حازم لأرى دامير يتنهد ويسند بجسده على المقعد بينما ينظر للخارج من نافذة العربة، أمسكت بيدي السيدة إلينا وقالت لي:

- أعتذر عن كلامه أنه فقط لا يستلطف الليدي صوفيا.

فهمس دامير بكلمات لم أسمعها وأكاد أجزم أنه أطلق كلمة بذيئة، لم أستطع سوى أن أبتسم وأنا أنظر إليه وعلى وجهه أمارات الغضب وعدم الراحة، أخذنا فترة طويلة نتحدث فيها أنا والسيدة إلينا إلى أن غفت فوق المقعد بينما أنا كنت أنظر للخارج تارة ثم إلى دامير تارة أخرى، لقد كان وسيماً ومهما نظرت إليه لم تكن وسامته لتقل أنفه المدبب شفتيه الرقيقة وشعره البني الغامق والخصلات الطويلة المتدلية فوق وجهه قريبة من عينيه الخضراء الصريحة، التفت إلي فجأة فأخرجت وجهي من النافذة بسرعة خاطفة راجية أنه لم يلحظ أنني تهت في ملامحه إلا أنه خيب ظني عندما قال:

- هل حاولت التهرب الآن يا آنسة كاذبة؟.

فعدت بنظري إليه لأجد ابتسامة زينت وجهه المتعب، أرت أن أعلق على تسميته لي بالكاذبة لكنني أعلم مسبقاً لما قالها وقلت:

- أردت فقط أن أسال أن كنت بخير فأنت تبدو متعباً دائماً .

رمش لثانية ثم عادت ابتسامته ليرد:

- يبدو أن الأمر أصبح واضحاً للعيان، لست بخير تماماً، لأصدقك القول أنا أحتضر.

قال ذلك بهدوء المستلم ورأيت النور يخبت في عينيه، لم أتوقع ذلك كنت مصدومة قليلاً فأكمل وهو ينظر للفراغ خارج النافذة:

خطأ الكاتبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن