أحداث غير مكتوبة

406 70 63
                                    

طرقات الكعب تأتي ثم تذهب خلف بوابة الخشب اللامعة حتى مسند اليد الخشبي أسفل ذراعي يلمع أيضاً بزخارف حفرت على باطن ذراعي التي تركتها فوقه غير قادرة على تحريك أنش من جسدي فأنا متوترة وخائفة بالفعل ليس فقط لأنني سأقابل السيدة صوفيا لكن لأن نيروبي هنا بداخل الحرم، لم يكن يفترض أن تكون هنا بل يفترض أن تكون خادمة في المدرسة التي تتلقى فيها معاملة سيئة من قبل ونفريد إيفرلين والتوأمتين كراسني وآخرهن هي آنيا نوكا، لو أنني سأقول من بدأ في الأمر في الحقيقة فقد كانت نيبروبي، بالطبع هي لم تعلم أنها أصابت أحد بالماء الذي سكبته من الدلو على لكن التوأمتين كراسني كانا قد جزمتا أنها ألقت به عن عمد على ونفريد وقد كان الأمر محطماً لونفريد خصوصاً أنه كان يوماً مهماً بنسبة لها، لكنني لا أذكر أنني كتبت لما كان الأمر مهم لونفريد، كنت أركز على أبداء وجهة نظر (نيروبي) بطلة قصتي والتي رأت أنهن يحاول ن أبداء فارق المقامات بينهن أو شيء من هذا القبيل.

جفلت حين ربت دامير على يدي كي أنتبه له فبدوت كمن خرج من بركة ماء بعينين جاحظة وشهقة خافته، رسم ذلك القلق على وجهه وبدا على صوته :

- سدرا هل أنت بخير ؟.

- آه بطبع أنا فقط كنت منبهرة بروعة التفاصيل على مسند الأريكة.

شعرت بأنه لم يصدق أي مما قلته لكنه هز رأسه متفهماً وقال:

- لا تفكري كثيراً، فبرغم أنني لا أريدك أن تصبحي أحد فتيات هذا الحرم إلا أن ليس هناك شيء لتقلقي بشأنه فالسيدة صوفيا بتأكيد ستوافق بأن تصبحي أحدا هذه الفتيات.

أمال رأسه إلى جانب رأسي وأكمل هامساً:

- فقط لا تتهوري كما فعلت في السوق اليوم.

لا أعلم لما ابتسمت لكن يبدو أننه لازال مصدوم لا يعلم أنني مع حظي أشكل قوة خارقة في افتعال المصائب، لولا أنني اعتزلت خروج المنزل حين انتهيت من دراستي الجامعية لكنت وبتأكيد وصلت مصائبي لتطبع في الجرائد ويتم تداولها عبر الفضائيات.

عاد الصمت من جديد بينما كانت تشير لي السيدة إلينا بأن أرتاح كما أنها أشارت لي من كرسيها في الجهة المواجهة لي بأن أقوم بترتيب خصلات شعري وقبعة الفرو فوق رأسي، ففعلت، ثم درت بمقلتي حول الغرفة، كانت ذات نوافذ ضخمة من الخشب والزجاج تغطي أطرافها ستائر بزخارف فكتورية بلون الأزرق السماوي والأبيض العاجي، جدران ذات سقف عال من لون الأزرق السماوي وإطارات جبس مذهب مفرغة، وعدد كبير من الكتب الموضوعة في رفوف خزانة من خشب الزان، وكثير من المزهريات هنا وهناك بورد بيضاء لا أعلم فصيلتهن.

مكان يليق باليدي صوفيا بالطبع. 

الليدي صوفيا التي لم تجد يوماً لتلبية دعوة الدوقة دومنيكا توليستروي من بين كل الأيام إلا اليوم الذي أتينا فيه إلى الحرم بالطبع والآن نحن في انتظار عودتها المحمودة.

خطأ الكاتبةWhere stories live. Discover now