الورقة البيضاء

1.3K 149 174
                                    

- أيها العقل الخرف ألا يمكنك أن تساعدني قليلاً ؟!.

ليس وكأن هذه أول مرة أحدق فيها لورقة بيضاء على سطح برنامج كلمة (word) الذي لا طالما كنت أكتب فيه قصصي الخيالية عن ممالك رائعة في زمن منسي.

إنني أحاول أن أكتب الفصل الأخير من الرواية بكل صدق لكن لا شيء يخرج من مخي. وقبل حتى أن أشرع في الكتابة نادتني والدتي لتقطع حبل أفكاري قائلة إنه يجب علي أن أتفقد الغسالة وحال الغسيل، تركت الورقة البيضاء كما هي وذهبت مسرعة لأرى الغسالة التي تركتها عدة دقائق تغني بصوتها الغليظ المزعج الذي يفصلني كل ثانية عن العالم الذي أحاول أن أبنيه ، دخلت إلى حمامنا الذي توجد الغسالة بداخله، فنحن لسنا أغنياء للحد الذي يجعلنا نبني غرفة كاملة فقط للغسالة ومعداتها، نحن لا ندلل غسالتنا كما يجب!.

على أي حال أخذت أنقر فوق غطائها القرمزي وأنا أنظر إلى قابس الكهرباء الخارج من مكانه، لقد وعد أخي أن يعيد توصيله من عدة أشهر الآن يبدو أنه وعد عرقوباً آخر، ثم نظرت إلى عداد الغسالة أنه سيأخذ وقتاً إلى أن تنتهي من غسل هذه الملابس، وعدت أجول بعيني على جدران حمامنا التي صنعت من البلاط به زخارف غريبة وغير متناسقة أن نظرت بتمعن سوف ترى تمساحاً يرتدي قبعة ومعطفاً وكأنه محقق ذاهب لحل لغز ما، بالطبع هذا شيء لن يراه الكثير سوى أولئك الذين استطاعوا أن يصنعوا أشكالاً من السحب أو أن يروا الوجه المبتسم للبدر.

عدت بعد عدة دقائق كي أحدق في الورقة البيضاء ونقيق الدجاج لا يكف عن الوصول لمسامعي، فأخي العزيز يملك عدداً من الدجاجات التي تأتي لتعذبني بصوتها الرائع وفوق كل هذا وذاك جلس أخي على مقربة مني وأنا أحاول الكتابة.
كتبت سطرين وإذا به ينظر ليقرأ ما أكتب من بعيد مع الأصوات العالية التي تخرج من هاتفه الناقل، قلت وأنا أجز أسناني:

- أيمكنك أن لا تسترق النظر أنت تعلم جيداً أنني لا أحب أن يراقبني شخص وأنا أكتب !.

فرد باستخفاف وبابتسامة ساخرة:

- أنا لا أنظر لك، فقط شردت قليلاً.

دحرجت عيني بغضب وسحبت جهازي المحمول إلى غرفة أخرى، يمكن القول إنني أعاني من نقص في الثقة حول ما أكتبه!.

كنت قبل مدة أستمع لانتقادات لاذعة حول أن كتاباتي لا ترقى لأن تطبع وقد ترك هذا فيني نقصاً لا يمكن للمدح أن يمحيه، فأنا شاركت من قبل في عدة مسابقات إلا أن كتاباتي لم تحصل يوماً على أي إشادة ولم تصل لأي من المراتب العليا، فقط من حولي كان يشجعني للحد الذي شعرت أنهم لربما يجاملونني.

جلست على أرض الغرفة أنا وجهازي المحمول ليباغتني صوت وصول رسالة على هاتفي، أمسكت هاتفي شبه الحي فلم أستطع أن أجمع مبلغ كافٍ لشراء هاتف جديد أن هذا الهاتف هو صديق الست سنوات وأن كان عمره أطول فأظن أنه سيكون صديق السبع سنوات أيضاً، هذا لا يهم على أي حال ما دام يؤدي غرضه المطلوب.

خطأ الكاتبةWhere stories live. Discover now