كتاب الجذور

426 85 31
                                    

.

-لا يمكنك لوم الكاتب بسبب ما قالته الشخصية .

تورمان كابوت
-

Sadra

حل المساء سريعاً، ها هي الشمس تخبت بين الجبال البعيدة، ترسل قبلاتها الحمراء فوق السماء وتجر ثوبها البنفسجي معلنة عن قدوم الليل.

الجو البارد أفقدني نصف حواسي لكن رؤية السلة المملوءة بالتفاح الشهي الأحمر أنستني كل التعب، فلطالما كنت أريد أن أقطف التفاح من الشجرة إلا أنني لم أتوقع أن أرى شجر التفاح يوماً بهذا الجمال مكسو بالبياض بأفرع رقيقة كادت أن تجرح السماء، كان سيد لايت أمامي ممسك بطرف السلة الآخر وبيده الأخرى أصر أن يحمل فانوس القاز كي ينير الطريق، كان الفانوس كالسيد لايت عجوزاًجداً ومملوءاً بالصدأ، ومعوجاً قليلاً يحكي قصة حياته التي دامت كثيراً من السنين، كل شيء في هذه القرية المجمدة محفور في الزمن.

كنت اعيد تفكير في القصة وأبطالها والثغرة التي غيرت حياة شيلد وتذكرت أنه كان فتى رائع فيه كل الصفات الحسنة إلا أن سبب قلب الطاولة كان عائلته، لقد كتبت أن شيلد لا يعلم شيء عن عائلته فقد تم تبنيه من قبل عائلة فقيرة تعمل في الحقول حين كان في الخامسة من عمره، وتعرف على الأمير حين كان يتجول متنكراً بين الأروقة وقد كانا أعز الأصدقاء لكن سبب الخلاف كان معرفة شيلد أخيراً بأفراد عائلته الذين توفوا جميعهم، وبالطبع ككاتبة سيئة لم أصف عائلته بطريقة لائقة بما أنني قررت إضافة هذه القصة كهامش غير مهم!.
لقد كانت عائلته من أغنى أغنياء الامبراطورية لكنني وصفتهم كعائلة تاجرة ولم أكتب حتى أسم تلك العائلة يا لي من كاتبة فذة!، على أي حال لم يستطع شيلد أن يلحق بعائلته فقد تبنت عائلته فتى آخر وجعلته بمثابة ابن شرعي للعائلة كي لا تنهار العائلة وتفقد أسمها من سجلات التاريخ، ولم يستطع شيلد أثبات نسبة الذي أخبره به الرجل الذي تكفل به بعد أن خطف من بيت عائلته وذلك لأن المحكمة الامبراطورية رفضت النظر في أمره ومع معرفته بحقيقة أن صديقه هو الأمير الذي لم يقوى على مساعدته توعد المملكة بالهلاك.
كيف لي أن أوقف كل هذا بالضبط ؟!.
تنهدت بقلة حيلة، وبينما نسير سمعنا صوت أحصنة وعجلات تمر بالقرب منا أخذني الفضول كي ألقي بنظري هناك وبعد مدة من سيرها لاحظت مشاعل تتجمع حولها فسمعت صهيل الحصان مضطرب وخائف، قال لي السيد لايت:

- أنهم قطاع الطرق أمسكوا بغنيمتهم، يجب أن لا نكون بالمقربة منهم وإلا قتلونا نحن الأثنين.

أومأت وأسرعت معه لكنني سمعت صوت امرأة كبيرة تستنجد وتوقف جسدي تلقائياً، فالتفت لي السيد لايت آمراً :

- لا يمكنك مساعدتهم يا سدرا صدقيني، ما أن تقتربِ من هناك حتى تفقديِ حياتكِ. لا تتهورِ.

دارت فكرة في نفسي ( أن هذه قصة خيالية لا شيء سيء سيحدث لي أن متت فأظن أنني سأصحو من هذا الحلم أو أي كان لا شيء لأخسره).

خطأ الكاتبةWhere stories live. Discover now