الجزء الثاني من الفصل الأخير

ابدأ من البداية
                                    

وصلت داليا متسائلة:
-كل سنة وحضرتك طيبة يامدام ليلى..استدارت تطالعها بصمت ثم اومأت برأسها:
-وانتِ طيبة ياداليا، جيتي ليه مش هتفطري ولا ايه
فركت كفيها تنظر إلى راكان القادم بجوار نوح ثم اردفت قائلة:
-لأ ماهو حضرة المستشار قالي أفطر معاكم..شعرت بوخز بصدرها فرغم ذلك ابتسمت وجلست تشير إليها
-تنوري، اتفضلي،توقفت درة بجوارها:
-ليلى أنتِ مصلتيش !!..كانت نظراتها لداليا، فرفعت رأسها وأجابتها:
-هصلي بعد الفطار، وصل راكان إليهم، جذب مقعد وجلس بجوارها حدجها بنظرة صامتة، وجد نظراتها لداليا..رفع نظره إلى داليا
-كل سنة وإنتِ طيبة ياداليا نورتينا، اتجهت ليلى بنظراتها مذهولة من حديثه:
جلس الجميع على المائدة ..صمتت ونظرت لطعامها دون حديث ولكن قلبها يئن وينزف داخليًا
امسك كوبًا من العصير واتجه يهمس إليها
-حبيبي اشربي العصير وشك اصفر ليه، تفتكري من الصيام..كانت نظراتها مؤلمة لروحه ..هز رأسه قائلا:
-اشربي حبيبي العصير، الكل بيبص علينا
أخذت الكوب وارتشفت القليل منه، بدأ الجميع بتناول الطعام مع مزحات يونس لراكان ..حمحم راكان ونظر إلى داليا
-أنا بشكرك قدام الكل ياداليا، منكرش وقوفك معانا الفترة اللي فاتت، ومننساش طبعا وقوفك في القضية، وعلشان كدا النهاردة حبيت اكفأك بالفطار الجماعي أولا
وكمان فيه مركز فتحتهولك تستقلي بيه بحياتك وتبني كيان لنفسك
اتجه بأنظاره إلى ليلى واستأنف :
-دي هدية مدام ليلى، ولازم تقبليها، الولاد كبروا ومبقوش محتاجين لمربية
تلألأت عبراتها بذاك الرجل العظيم الذي وهبها الله إياه..ضغطت على كفيه بإبتسامة بعدما فهمت مايدور بداخله ..
-ربنا يبارك فيك ياحبيبي ..رفع كفيها ولثمه هامسًا لها
-كل سنة وإنتِ طيبة ياقلبي..حمحم يونس
-لاحظ أننا قاعدين ياعم الحبيب، ابتسم دون حديث
تحدثت داليا
-أنا بتشكر حضرتك، لكن أنا مبسوطة بتربية الولاد هنا، يعني مش محتاجة
ل school nursery
مسح فمه بالمحرمة
-بس أنا مبقتش محتاج لمربية قالها ثم نهض يوزع نظراته إليهم
-طبعا مفيش حد غريب، إفطار شهيا، انا شبعت..نهضت ليلى خلفه
-ماأكلتش حاجة ..
شبعت ياحبيبتي كملي افطارك.. قالها وتحرك إلى طاولة دائرية بعيدة بعض الشيئ وقام بإشعال سيجاره
جذبت سيلين كف ليلى التي توقفت تنظر لأثره
-اقعدي افطري، انت تايهة على راكان..جلست ونظراتها عليه
-يخربيت السجاير اللي بتهلك الصحة على الفاضي
ضغطت سيلين على كفيها
-افطري يالولة اومال فين اللي لازم اربيه
ابتسمت إلى سيلين دون حديث، بدأ الجميع يتناولون الطعام في جو من الحب، توقفت داليا مستئذنة
-شكرا شبعت الحمدلله..تحركت متجهة إليه
توقفت خلف جلوسه ثم تحدثت:
-ممكن اتكلم مع حضرتك، استدار برأسه وأشار إليها بالجلوس ..فركت كفيها ثم تلعثمت بالحديث :
-مش عايزة امشي، انا مرتاحة مع الولاد، نفث تبغه وظلت نظراته عليها دون حديث حتى ارتبكت بجلوسها
-بس الولاد كبروا مش محتاجينك ياداليا، فيه ميس جديدة هتابع معاهم دراستهم ، وطبعا دي هتكون مستواها التعليمي مرموق ، سوري ياداليا، تعليمك مش هيألهم لمستويات عقلية
طالعته بصمت وعجزت عن الحديث ..سحب نفسًا من تبغه وأسترسل مستطردًا
-عندك مدام ليلى شوفيها لو هي هتحتاجك هتقولك، هي المسؤولة الأولى عن الاولاد، ورغم كدا بأكدلك انا مش محتاجك، وطبعا عوضتك بالأحسن
نهضت تهز رأسها:
-شكرًا لحضرتك..على مائدة الطعام ..كانت تراقبه بعيناها
ربتت سيلين تنظر إلى الطعام
-يابنتي مأكلتيش، اتجهت إلى يونس الذي نهض من مكانه متجهًا إلى راكان
-يونس رايح فين..
شبعت ياقلبي، هشرب سيجارة كملي أكلك براحتك، تحرك إلى ابنته التي تجلس بجوار فريال وخالد والديه
-نٓانٓا ..أكلت وشبعت قمر بابا..نهضت ترفع ذراعيها لوالدها
-بابي هيلعب مع قمر..أشار لمربيتها
-خديها جهزيها للخروج، قبّل رأس والده والدته مبتسمًا
-كل سنة وإنتِم طيبين ومعايا دايما..ربت خالد على كتفه
-ربنا يبارك فيك ياحبيبي ، رفع نظره لعمه جلال الذي يجلس شاردًا توجه إليه
-نورت القصر يا جلجل ، ايه ياراجل مكنتش ناوي تيجي الا لما حد يرحلك
-عامل ايه يادكتور، قالها وهو يتحرك متجها إلى راكان ...توقف عدي متجها إلى سارة
-سارة عايزك في موضوع بعد ماتخلصي فطورك
هزت رأسها
-أكيد ياعدي.. تحرك متجها إلى الجميع
-ميرو حبيبي، فطرت كويس ياقلبي
جلس بجوار والدته
-الحمد لله يامامي، هدخل اخد شاور وأنام، معرفش عايز انام ..طبعت قبلة على جبينه
-دا عادي حبيبي، أول يوم بيكون مرهق، وبعد الفطار جسمنا بيتقل شوية، روح مع انطي داليا، وريح شوية
اومأ برأسه ثم أشار على كيان وتسائل
-طيب كوكي، اتجهت ببصرها لكيان التي تحركت بجوار زينب وقمر فأجابته :
-كوكي هتلعب مع قمر، اطلع انت حبيبي ارتاح علشان ميرو يصلي العشا وميكسلش
طبع قبلة على وجنة والدته وتحرك للمنزل
تنهدت براحة وهي تراه متجها للداخل ..ابتسمت اسما
-أمير كبر ماشاء الله وبقى راجل ياليلى

عازف بنيران قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن