البارت الواحد والثلاثون

57.4K 837 41
                                    

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك

كالذي  ينتظر ذنباً يُغفر...
                          أنتظر مجيئك..
" ألم يخبرك قلبك بأني إشتقت لك !!
تعال وأعد ترتيب النبض ؛؛ الذي بعثره غيابك "
أتيتك بقلبًا ينتفض عشقًا وشوقًا؛ لأعد ترتيب نبضك ونبضي
ألم تعلمين ان قلب العاشق لايهدأ حتى يبادله محبوبه الوله

❈-❈-❈
خرجت ليلى من غرفة الاجتماعات وقلبها ينتفض بشدة، تكاد تأخذ أنفاسها بصعوبة، هي لم تحتاج سوى الأختلاء بنفسها، دلفت سريعا إلى مكتبها وهي تضع يديها على صدرها تحاول أن تلتقط أنفاسها التي شعرت بإنسحابها، انسدلت دمعة بجانب جفنبها إزالتها وهي تضغط على هاتفها بقوة حتى لا تفقد سيطرتها وتقوم الإتصال به..ارتفع صوت شهقاتها حتى وضعت كفيها على فمها ظلا لفترة ثم اتجهت إلى سيارتها 
قبل شهر فلاش باك
جاء الصباح استيقظت على ألمًا يفتك بها فتحت عيناها تنظر حولها متذكرة أحداث الأمس، وجدت أسما تجلس بجوارها تقرأ بمصحفها ..اتجهت أسما لها بعدما استمعت لتأوهاتها ابتسمت تمسد على خصلاتها
- صباح الخير حبيبتي، نمتي كويس..اتجهت تنظر بشاشة هاتفها متسائلة
-الفجر أذن ولا إيه؟!
اجابتها أسما بإبتسامتها الجميلة
-صبح ، صبح ياعم الحج..الساعة خمسة ونص حبيبتي الفجر إذن من ساعة..اعتدلت تتثاءب وهي تضع كفيها على فمها، ثم توقفت فجأة، بللت حلقها وابتلعت ريقها بصعوبة تتسائل عنه
-راكان..راكان فين ؟!
وضعت أسما وجنتيها على راحتيها تتأملها بصمت وبؤس مزق روحها، رفعت ليلى رأسها متسائلة
-فيه إيه ياأسما بتبصي كدا ليه، أنا بسأل عن راكان...قالتها وهي تنزل من فوق مخدعها
وبعدين إزاي متصحنيش للفجر، كدا تضيعي صلاة الفجر..قالتها وهي تتحرك إتجاه مرحاضها ، قاطعتها أسما
-راكان مشي امبارح بعد ماحضرتك قلبتي التربيزة عليه، ومش بس كدا وعدني انه مش هيقرب منك وقالي خلي بالك منها
تحركت عندما شعرت بأن قلبها هوى بين قدميها..اغلقت باب المرحاض خلفها واستندت تبكي وهي تهمس لنفسها
-ارتحتي كدا، ودا هعرف أعيش من غير مااشوفه إزاي ولا اشم ريحته، ابتلعت غصة مريرة ملئت جوفها بطعم الصدأ، لازم تفوقي ياليلى، متخليش قلبك يجرك، وضعت كفيها على قلبها
-يارب ريحني من الوجع دا...اتجهت لتقوم بالوضوء متجهة للحي القيوم
بعد قليل أنهت صلاتها وجلست تذكر ربها وتقرأ وردها إلى أن أشرقت الشمس وقامت بصلاة الضحى ...نعم حبيباتي فصلاة الضحى تعادل ثلاثمائة وستون صدقة عن أعضاء الجسم وهي سنة وليست فريضة
انتهت ليلى من صلاتها، وجلست بأجندتها كاعادتها تتدون بعض الأشياء التي تشعر بها،
ثم دونت بعض السطور متنهدة وكأن صورته على صفحات دفترها
ولا زال الخريف يأخذنا معه في رحلته بين الفصول ..
يتعمد أن يبعثر مشاعرنا ..
ليخبرنا أن لا شييء يدوم ..
و أن الأحوال تتغير ..
و أنه يخبئ في نهاياته أمطارا غزيرة
يسڪبها على قلوبنا الظمأى ..
ليتنا مثل الخريف ننـفض أوراق مشاعرنا الجافة ..
لننتـظر أن تعود خـضراء في ربيـع ننتظره بـڪل شـغف... مرت الساعات تلو الأخرى إلى أشرقت الشمس، وملأ شعاعها بنور ربها بقطرات فصل الخريف الندية..توقفت تعقد ذراعيها تحتضن نفسها تنظر لتلك المناظر الجميلة مبتسمة وكأن حبيبها يعلم بما تشعر به من حضورها بين تلك الأشجار، ابتسمت وهي تضع كفيها على أحشائها
-اتمنى ماأشعر به أن يكون حقيقيا وليس حُلمًا، فيارب تجعل لي نطفة في أحشائي لكي اتذوق حنانه الذي حرمت منه..دلفت أسما وجلست بمقابلتها تتفحصها بنظراتها
-سمعاكي ياليلى، قولي إيه ال وصلكم لطلاق، والحب الكبير دا بينكم
رفعت بصرها إليها تكاد تسمع دقات قلبها من فرط اضطرابها، نظرت بالخارج وقامت بقص كل شيئا لها ابتداءً من خطف والدها إلى أن أتى بها لذاك المنزل
فغرت شفتيها بعدم تصديق ثم نهضت واقتربت منها تتحدث بعصبية
-ايه الناس دي، وازاي ترمي ودانك للي اسمها عايدة وتوفيق، وبعدين تعالي هنا طنط زينب حذرتك ليه مسمعتيش منها
وضعت كفيها على وجهها واجهشت بالبكاء
-عارفة اني غلطت، بس ميكنش نتيجة غلطي انه يرميني بالطريقة دي
ساد صمتًا مختنق بحزن بينهما فربتت أسما على ظهرها متحدثة:
-ليلى راكان معذور، اي حد مكانه كان هيطلقك من وقتها، ماهو ال اتعمل مش سهل عليه
اتجهت بأنظارها وتحدثت بصوتها المفعم بالبكاء
-ولا سهل عليا يااسما، أنا شوفته بعيوني والحقيرة دي بتقرب منه، تستحملي تشوفي جوزك واحدة تتحسس جسمه يااسما وتقفل في وشك، تتحملي تكون في حضن جوزك طول الليل وهو بيبنيلك قصر في الجنة وفجأة تلاقي القصر دا جدرانه عبارة نار تحرق قلبك
ابتسمت أسما بسخرية تنظر للخارج
-لا عيشت أكتر من كدا ياليلى، شوفت جوزي وهو بعلاقة كاملة، أنا اتجردت من ملابسي كلها وتصورت مع راجل، عايزة أكتر من كدا إيه
تنهدت بألم شديد وكأنها تحارب نصل سكين حاد مغروس في صدرها ثم أردفت بخفوت
-عارفة حسيت بإيه، حسيت وكأني في قبر وعايزة اصرخ بس صوتي مش طالع لحد..اتجهت بجسدها تطالعها بنظرات حزينة
-انا عيشت جوا الوجع ياليلى، ونوح واقف متكتف، بس إنتِ جوزك بيحارب وبيتحارب من الكل، راكان بيعشقك ودا مش كلام، دا حقيقة، متخليش شيطانك يلعب بيكي، وحاولي تحافظي على جوزك، وزي ماقولتي هو مكنش قصده انه يقرب منك ولا يدبحك ياليلى، بس قلوبكم اتحكمت فيكم، وراكان مش الشخص الضعيف ال يسمح لقلبه يضعفه كدا
رفعت كفيها تمسد على خصلاتها بعدما استمعت لتأوهاتها ونحيبها
-انا ضايعة يااسما مبقتش عارفة دا حب ولا لعنة، بيحبني ولا بيلعب بمشاعري لما اتأكد اني بحبه اوي كدا
اقتربت أسما تجلس على عقبيها أمامها وامسكت كفيها
-والله بيحبك وكتير كمان، أنا أكتر واحدة عارفة ومتأكدة من كلامي، أنا عشت معاه وجعه، مش هقولك بلاش انت بتحسي بأيه لما بتقربوا من بعض، بس هثبتلك دا لحظة وراجعة
اطبقت على جفنيها وعبراتها كزخات المطر تغسل وجنتيها إلى أن أتت أسما إليها وقامت بالرنين عليه ثانية مجرد ثانية من رنين الهاتف، رفعه سريعًا
-أيوة ياباشمهندسة ليلى حصلها حاجة..نظرت بعمق لداخل عيناها وأجابته
-لا ..ليلى كويسة، آسفة اتصلت بدري بس كنت بستأذنك هاخد ليلى عندي البيت تغير جو شوية
مسح على جبينه وهو جالسًا أمام غرفة العمليات
-أسما ليلى مش هتطلع من بيتها دا إلا بعد موتي وعشان منتعبش مع بعض وتقولي شعارات، أنا اه دكتاتوري ياستي ومتحكم ودا آخر كلام، واسف مضطر اقفل، خلي بالك منها
اغلقت الهاتف وهي تطالعها
-ايه رأيك دا واحد بيتلاعب بالمشاعر، بلاش دا، قاطعتها ليلى قائلة
-صوته باين عليه الحزن والإرهاق ياترى وصلوا لسلين، كنت عايزة تسأليه
ربتت على كتفها متحدثة
-دا مش تسأليه حبيبتي، دا تروحي وتقابليه وتقوفي جنبه، بلاش تقولي الكرامة وشغل الهبل دا، انتِ ال غلطتي من الأول، ولو باقية عليه لازم تتنازلي شوية..فيه حاجة كمان عايزاكي تشوفيها، بس أشوف مين بيخبط

عازف بنيران قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن