الجزء الثاني من الفصل الأخير

ابدأ من البداية
                                    

ضم رأسها لصدره وتحدث:
-حاضر ياليلى، مقدرش اقولك لا في العبادة
رفع ذقنها وتامل فرحتها بعيناها اللامعة
-الابتسامة دي عندي بالدنيا كلها ..لثم جبينها عندما همست له
-ربنا مايحرمني منك ياقلب ليلى

احتضن كفيها وتحرك متجها لشراء مايلزمهم من ذكريات ذلك اليوم

تحركت تحت ذراعه فضمها بقوة لأحضانه مبتعدا بها عن الزحام، كأنها جوهرته الغالية

ابتاعت الكثير من الأشياء التذكارية مع التقاط الصور التذكارية ولا يختلف الأمر عند الآخرين..وصل راكان إلى اصدقائه ..جلسوا جميعا في جو من الحب فتحدث يونس قائلا:
-أول مرة أحس برمضان، الأجواء هنا تحسسك انك في رمضان بجد..اومأ حمزة موافقه الرأي ..
-البركة في لولة هي اللي اقترحت ..اتجه نوح بنظره إليها
-لولة دي ام الأفكار النيرة صح يالولة
-لولة في عينك يامتخلف، هو انا كيس جوافة ولا إيه
قهقه الجميع فرفع حمزة حاجبه ساخرا
-بتغيري يابيضة، ألقاه بعلبة المحرمات هاتفًا بنبرة غاضبة
-بيضة يامتخلف، المهم ايه رأيكم نتهجد النهاردة في الحسين اهو نعمل حاجة تنفعنا في القبر

ارتفعت ضحكات حمزة ويونس يصفعون أيديهما ثم اتجها إلى نوح الصامت
-سمعت يابني اللي اسمعناه، كانت نظرات نوح ثابتة عليه فاقترب منه
-لأ ..دي براكات لولة ..قهقه يونس وهو يغمز له
-بعد سنة بالظبط هنلاقيك شيخ في المسجد وبتقول الصلاة خيرُ من النوم
رمقه بنظرة اخرصته:
-مالك ياغبي منك له، ليه دا كله ..علشان قولت نحضر تهجد، على فكرة أنا بقالي خمس سنين مدوام عليها، حبيت تشاركوني لكن مصاحب شوية حلاليف
اتجه بنظره لزوجته التي تجلس مع صديقاتها على بعد مسافة وتحدث:
-أنا وليلى كل سنة بنصليها في البيت، اه عارف إنه مينفعش، لكن بنجتهد ، النهاردة جالنا فرصة كويسة، هنروحي نصلي لحد الفجر في المسجد..مقولتش هنروح كباريه
صمت الجميع ولكن قطع الصمت نوح
-تعرف كان نفسي نعمل كدا، المكان دا يشجعك تقعد طول رمضان هنا

راحة شقت الصدور، متجهين إلى المسجد لإقامة صلاة التهجد..فلقد انعم الله عز وجل بفضلها ف هي سبب للقرب من الله تعالى، ويباهي الله بعباده ملائكته، وتجعل الله يضحك إليهم ويستبشر بهم. – المحافظونَ على صلاة التهجد وقيام اللّيل مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته

وقد ذكرنا الحبيب المصطفى بأهميتها في النفوس حيث قال : إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُد، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا

❈-❈-❈

انتهى الجميع من روحانيات رمضان ..خرجوا بقلوب نقية إلى الخير جاهدة، مااجمل العبادات وماأجمل تحولك ياإنسان للقرب إلى الله ..اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على ايمانك وطاعتك، رددتها بقلب ينتفض حبا لله، اللهم اعد علينا رمضان اعوامًا عديدة واجعلنا من الفائزين بثوابه وليس الخاسرين
سجدت تدعوا بقلبا خاشعًا وعينا تزرف من العبرات مايغسل الذنوب ..ولسانا مرددا بالذكر الحكيم والدعاء المجيب، فهو الذي قال بكتابه العظيم ادعوني استجب لكم
انتهت الفتيات بعد فترة وخرجوا متجهين إلى ازواجهم لتناول وجبة السحور قبل آذان الفجر بمقدار النصف ساعة ..اتجهت تجلس بجواره، حاوطها بذراعيه كالأم التي تحاوط طفلها ثم لثم جبينها قائلا
-دا ايه النور دا، أغمضت عيناها بسعادة وهتفت
-النهاردة اجمل يوم في حياتي ياراكان بجد، عندي راحة وحاسة بأمان غير معقول
ربت على كتفها
-إن شاءالله كل سنة نكررها حبيبتي..رفع بصره لأصدقائه الذين يتسامرون
-ايه مش هتسحروا، رفعت ليلى نظرها لأسما وضحكت الفتاتان، فأشارت ليلى لسيلين
-سيلين عايزة تاكل فلافل..جحظت أعين سيلين تشير إلى نفسها نافية:
-أنا مقولتش كدا..ضحكت درة عندما فهمت حديث ليلى فتحدثت:
-ماتقولي ياليلى انك عايزة تأكلي طعمية انتي واسما ليه تلبسوها للغلبانة
-حمزة اطلبنا طعمية علشان مدام ليلى لتكون حامل ولا حاجة ..لكزتها ليلى بحرج
-كدا يادرة..ظل صامتا يطالعها بصمت هربت من أنظاره هتف يونس
-سيلين عايزة طعمية حبيبتي..اتجهت لليلى وأومأت برأسها
-لو ينفع حبيبي ياريت ..طلب يونس طعاما للجميع بعدما طلب كل منهما مايريده
امال برأسه بعدما وجد سكونها فتحدث:
-ليه مقولتليش انك عايزة طعمية ، فركت كفيها، وضع كفيه على كفيها قائلا :
-ليلى مبترديش ليه..رفعت نظرها إليه
-طلبت منك طلبات كتيرة اوي ياراكان محبتش..ضغط على كفيها
-اسكتي ياليلى..وصل النادل بالطعام، بدأ الجميع بتناول الطعام كل بجوار زوجته وكأن لا يوجد غيرهما، كانت تتناول الطعام بهدوء تبتعد بنظراتها عنه ..ابتسم وهو ينفث سيجاره
-بتضحك على ايه، وبعدين ارمي السيجارة دي وكل ياراكان هزعل منك
أشار على الطعمية وتهكم
-اكل طعمية أنتِ مجنونة، اشاحت ببصرها وتجلت ملامحها بالحزن وهتفت:
-متكلهاش عندك انواع كتيرة مش شرط تاكل الأكل البيئة دا
امسك كفيها الذي به الطعام ووضعه بفمه يلوكه بهدوء
نظرت حولها بخجل من فعلته وهمست
-ايه اللي بتعمله دا يامجنون
غمز بعينيه
-باكل طعمية حبيبي
انفرج ثغرها الرقيق بإبتسامة عاشقة فهمست
-بالهنا حبيبي..دنى يهمس لها
-مش ناوية على خير يا مولاتي

عازف بنيران قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن