الثامن والعشرون والاخيرة

10.1K 264 61
                                    

الفصل الثامن والعشرون والاخيرة

يهرول بأقصى طاقته حتى انه يصعد درجات السلم الدرجتين بدرجة ، لا يريد تكرار التجربة المريرة مرة أخرى ، هذه المرة لو حدث مايخشاه ، لن يتردد ويتأخر في القتل ، وصل الطابق المذكور وأمام الشقة الموصوفة ، التقط انفاسه سريعًا قبل ان يدفعه بكل قوته بقدمه؛ فانفتح مكسورًا ودلف للداخل بعقل مشتت ، يتقدم بخطواته بارتباك لعدم معرفته بوجهته ، حتى وصل الى اسماعه صوت همهمة من احدى الغرف مصحوبة بنحيب ، في ظرف ثانية كان مخترق الغرفة ، صعق لما راَه ،
هذا الفتى يعتليها وبيده النجسة يحاول تجريدها من ملابسها المدرسية بدون رحمة  لضعفها وهي تقاومه بتوسل لتركها ، تغضنت ملامح وجهه واندفعت الدماء برأسه كغلي الحميم وهو يستعيد بذهنه نفس المشهد تقريبًا ، و لكن هذه المرة لن يدع فرصة للتردد او التأخر عما ينتوي:

- حرام عليك يا كرم، ابعد عني مضيعنيش
- اهدي انتي بس، انا مش عايز استخدم معاكي القوة، كل هدوم لابساها؟

لم ينتظر صالح استئذان، اندفع يهجم كالوحش على هذا الفتى ، فدفعه من فوقها ليطير  بوزنه الضعيف حتى سقط على الأرض كالخرقة البالية ، رفع رأسه كرم يستوعب الصدمة فنهض يهجم عليه صارخًا :

- انت مين يا بن ال......؟ تدخل بيتي وتتهجم عليا .
- انا ملك الموت يا روح ........ اللي جاي يقبض روحك .
قالها صالح وانطلق يتلقفه باللكمات والضربات القاسية ، مرة برأسه ومرة بأقدامه ، ومرات عديدة بقبضة يده الحديدية ، لا يراعي الدماء التي تسيل منه ، ولا شكل وجهه الذي اختفت منه الملامح بفضل الضربات ، هو يريد قتله، ولا يريد شيئًا اَخر، وقد تشوشت الرؤيا امامه، ليرى هذا الفتى بصورة الاخر، ذلك الذي استباح ضعف شيققته، ولم يتوانى عن ظلمه وسجنه  كان عنيفا بتوحش اعمى بصره، حتى استفاق على دفعة قوية جعلته يسقط ارضًا وصوت خشن يهدر عليه :
- سامحني  يا باشا الله يخليك  عليها دي، ما هو انا لو معملتش  كدة واوقفك، كنت هتقتله وتضيع نفسك ؟

زفر صالح يلتقط انفاسه الهادرة بصوت عالي، يحاول استيعاب فعل الرجل، ليهدأ من وتيرة غضبه المتصاعد رويدا رويدا، كي لا يعود إلى هذا الفاسد يفتك به، او يزيد عليه بكسر عظامه، فيربح البشرية من الفاسدين امثاله.

ظل يتمتم بالاستغفار حتى انتبه على دلوف يمنى وهي تهرول بجزع، والتي ارتمت بجانب شقيقتها ، لتضمها لأحضانها بقوة والأخرى ترتجف ، باكية بنشيج عالي.
- عمل فيكي ايه ابن الكل..... ده ، اوعي يكون مَسك ولا أذاكي ؟

- ملحقش يعمل حاجة يا هانم ، صالح بيه لحقها .
انتقلت أبصارها اليه فوجدته يغمض عيناه لاهثًا بتعب ، فقال موجهًا خطابه للرجل الواقف امامها ، يشير لكرم المرتمي على الأرض كجثة هامدة :
- تاخد الواد ده تربطه من ايديده ورجليه زي البهيمة تسلمه للبوليس .
انتفضت ندى تنزع نفسها من حضن شقيقتها :
- استنى يا صالح ، خد منه التليفون دا مفبركلي صور فيه .
اومأ برأسه لها :
- ماتقلقيش واطمني ، انا هادبر كل حاجة .
................................
بعد قليل
بداخل السيارة كان صالح متوفف بها في أحد زوايا الشارع وعيناه تتابع الثلاث نساء ، شقيقته التي كانت تنتفض جواره في المقعد الأمامي، وقد عاد الى اذهانها ما كان يحدث سابقًا بكل ما تحمله برأسها من ذكريات بشعة تجاهد لطمسها، علُها تنجح وتعيش الحياة الطبيعية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المطارد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن