الفصل الحادي والعشرون

7.1K 193 14
                                    

الفصل ٢١

دلفت علية لداخل فصل ندى ، تشير لها بكفها وتومئ برأسها بمغزة فهمته الأخرى ، فهزت رأسها بالإجابة قبل ان تخرج علية لتنتظرها في الخارج ، برواق المدرسة ، انتبهت رضوى الفتاة المجاورة لندى على التخت فلكزتها بمرفقها وهى تلملم بأشيائها الخاصة بعد انتهاء اليوم الدراسي لتضعها بحقيبة المدرسة :
- هي البت دي عايزة ايه منك ؟ وبتشاورلك ليه أساسًا ؟
هزت بأكتافها ندى تجيبها متصنعة عدم الفهم :
- عادي يعني يارضوى ، عايزاني اروح معاها نزور واحدة صاحبتنا هنا في البلد عيانة .
ضيقت عيناها رضوى بتفكير وقالت :
- وانتِ من امتى بتمشي معاها ولا بتجمعكم صدقات ولا مشاوير حتى ؟ عشان تلزقلك اليومين دول وتدخل في زواريقك كدة ، انتِ من امتى مصاحباها اساسًا ؟
ردت ندى بتوتر تجاهد لعدم اظهاره :
- هي صاحبتي من زمان على فكرة يارضوى ، بس كانت معرفة سطحية ودلوقت اتطورت شوية  عشان صاحبتنا العيانة .
- اممم .
صدرت من رضوى بتهكم قبل ان تردف وهي تضع حقيبتها المدرسية على ظهرها، طب خلي بقى من نفسك ياحبيبتي وانتِ معاها ، بلاش تقليدها في كل حاجة .
سألتها ندى بريبة :
- قصدك ايه يعني ؟ مش فاهمة .
اومأت رضوى بعدم اكتراث :
- والله انتِ عارفة كويس وفاهمة على فكرة انا اقصد ايه، وفنصيحة مني يعني ، بلاش تتأخري عند صاحبتك معاها لتفوتك مواصلات البلد وتبقى حوسة معاكي بعد كدة .
بصقت كلماتها وذهبت تترك ندى  بحيرتها وهي تعدل في ملابسها المدرسية  وحجابها كالعادة على المراَة الصغيرة فوق التخت، فور انتهائها خرجت لصديقتها التي كانت مستندة بظهرها على احد الأعمدة الأسمنتية بوسط الرواق تلوك فمها بالعلكة ، اشارت لها بكفها لتستعجل بخطواتها اليها .
حينما وصلت ندى قالت على الفور :
- على فكرة انا قلبي متوهوهش من المشوار ده ، وطالعة معايا نلغيه من أولها .
اعتدلت علية قائلة بتفكه وهي تقبض على مرفقها :
- تلغي ايه يابت ؟ هو انت عبيطة ؟ تعالي تعالي بلاش خوف ، انا معاكي ومش هاسيبك .
اذعنت ندى تستلسم لها وهي تسحبها  من مرفقها  ولكنها قالت بتردد :
- يا علية انا خايفة حد من شباب البلد يشوفني ويوصل الكلام لابويا ، دا كان يقطع خبري لو عرف والنعمة .
اصدرت عليه بفمها صوت استخفاف ترد عليها :
- يعني انتِ خايفة لحد من بلدكم يشوفك معاه في الكافتيريا ومكنتيش بتخافي بقى لما تقابليه في الشارع زي الحرامية ؟
التفت اليها برأسها ترد بغضب :
- انا عمري ما عملت زي الحرامية ياعلية ، دا واحد طالبني في الحلال وانا برد على سؤاله .
اجفلت عليه على وجه ندى المحتقن بالغضب ، فقالت ببعض الطف لتخفف من حدتها :
- يابنتي انا مش عايزاكي تاخدي كل كلامي قفش كدة ، انا بس عايزاكي تفهمي ان الكافيه احسن مية مرة لمقابلاتكم مع بعض في الشارع واهو تعرفيه وتاخدوا على بعض ، لحد اما ربنا يفك كربكم ويوافق ابوكي على الجواز ، ثم ان بالعقل كدة ، مين في بلدكم كلها يعرف اماكن فخمة زي دي ؟
صمتت ندى ومازال على وجهها يرتسم الخوف والتردد ثم قالت اَخيرًا  :
- خايفة لكون غلطت لما تبعتك ووافقت على الخروج معاه ، لا وكمان خلتيني انا اللي احدد بنفسي اسم الكافيه ، وانا في حياتي ما شوفته اساسًا ولا اعرف دا شكله ايه ؟
اطلقت عليه ضحكة مدوية في الشارع ، لفتت لها انظار المارة  حولها وهي تتمايل بمشيتها فقالت بمرح :
- دلوقتي ياحبيبتي ، تعرفي وتشوفي بنفسك الفخامة بتاعة المكان ، يابت دا انا هاخليه يطلبلك كمان حاجات حلوة من اللي بيعملها المحل هناك ، ايوة امال ايه ، مش هو واقع على بوزو يبقى يصرف ويكوع دم قلبه كمان .
.................................

المطارد Where stories live. Discover now