الفصل الثالث

7K 214 12
                                    


الفصل الثالث

كيف يحدث هذا؟ ولماذا؟ وما الرابط الذي يجمع بينهم ليحدث!

زفرت يمنى بقوة وتهدلت أكتافها بإحباط وهي لا تجد إجابة لهذه الأسئلة التي تتكرر بعقلها كلما نظرت في  هذه الورقة التي رسمتها سابقاً لتلك الأعين وقارنتها بعينيه أمامها إنها تقريباً هي!
نزلت بعينيها على  صفيحة وجهه، علها تتذكر إن كانت رأته بمكانٍ ما لايبدوا أبداً هذا هو الشخص الذى كان قبل ساعات قليلة يتشاجر مع أبيها ويريد اختطافها ولا يشبه أحداً من سكان قريتها أو رأته قبلاً في أي مكان إنه حتى لايشبه المجرمين! منحوت الوجه ذا بشرة حنطيه، مستقيم الأنف، ملامح جميله لمجرم!
ترى ما الذي أرتكبه من جرائم ليصاب بهذه الطلقة في كتفهِ؟

- يوووووه.. أنا هفضل كده اسأل واتعب في نفسي عالفاضي.
قالتها "يمنى" وهي تحدث نفسها وتشيح بنظرها عنه، لتشهق منتفضة بعد ذلك؛ حينما وجدت يده الغليظة أطبقت على معصمِها بقوة.
- انتى بتعملى ايه؟
قالها بحدة ونظرة مخيفة اربكتها عن الرد، خصوصاً مع قرب المسافة بينهما ، فخرج صوتها بتقطع:
- ااا... سيب أيدى طيب.. خليني أرفع نفسي الأول عشان اعرف ارد عليك.
تنفست براحة وهي تبتعد عنه حينما ترك يدها تدلكها باليد الأخر، اما هو فانشغل عنها وعيناه تطوف الغرفة  ثم نزلت على جسده, ليرى نفسه في غرفة غريبة عنه، ومستلقى على فراش مريح وقد بدلت ملابسه لاخرى مختلفه ونظيفة, ذراعهِ الايسر  والكتف محاطين بالأربطة الطبية، حاول أن ينهض فصرخ بألم بمجرد رفع رأسه..
- خلي بالك .. انت كده هاتئذي نفسك.
قالت يمنى وهي تمنعه بيدها، أغمض عينيه لدقائق وهو يئن من الألم الموجع الذي شعر به برأسه, وهي  كانت تنظر إليه بترقب وتوجس، ثم ما لبث أن ارتفعت عيناه اليها ليهدر عليها بصوت ضعيف ولكنه مخيف قائلاً:
- أنتوا عملتوا فيا ايه بالظبط؟ وانا ايه اللي جابني هنا من الأساس؟
انتصبت في وقفتها وهي تبادله النظرة بتحدي قبل أن تردف:
- عملنا فيك ايه يعني ؟ عالجناك وطلعنالك الطلقة اللي كانت في كتفك ولبسانك جلابية جديدة بدل إللي كانت غرقانه دم.
- بعد ماضربتوني على نفوخي وكنتوا هتموتوني ؟
قال بحنق وغضب اثار حفيظتها مماجعلها ترد بقوة:
- ياريت حضرتك تفتكر، إنك كنت جاي تخطفني يعني أبويا وعمي كانوا بيدافعوا عن شرفهم!

- أنا ماكنتش هائذيكى ولا أعملك حاجة وحشة
قال ببساطة مما جعل يمنى تنظر إليه بدهشة فاغرة فاهها لدقائق قبل ان تتدارك نفسها في الرد:
-  هو أنت إزاى بتتكلم كده ببساطة عن حاجة كبيرة زي دي؟ لدرجادي سمعة بنات الناس والكلام في عرضهم حاجة سهلة ورخيضة قوي كدة عندك؟
يبدوا ان كلماتها البسيطة له ، اصابت هدفِها في عقله مما جعل ملامح وجهه تتغضن بالحزن، وعيناه يشيحهها بعيدا عنها،فحاول النهوض ثانية دون ان يرد عليها، فصرخ بألم أكبر متأوهًا بحرقة:.

- يا استاذ, يا حضرة, ماتحركش راسك دي خالص لو عايز إصابتك تخف.
قالتها يمنى بإشفاقٍ عليه من الألم وهي محرجة من التقرب منه كي تمنعه من النهوص، ولكنها فوجئت به يضحك رغم ألمه وهو يردف من بين ضحكه:
- استاذ! وحضرتك! بقالي سنين ماسمعتش الألقاب الحلوة دي!
لاتدري لما شعرت ببعض السعادة حيمنا رأت ضحكته الجميلة وقد أنارت وجهه الوسيم والعابس دائمًا، حتى لو كانت صادرة بألم؟ هزت برأسها لتجلي عنها هذه الأفكار الغريبة عنها، فقالت و هي ترتد بأقدامها للخلف:
- طيب أنا كده بقى اطمنت عليك هاسيبك ترتاح وتكمل نوم دلوقتي وابقى أشوفك بعدين، على فكرة أنا مدياك مسكن قوي ، فحاول متحركش راسك تاني، عشان ياخد مفعوله كويس في جسمك وماتتعبش.

المطارد Where stories live. Discover now