الفصل الاول
وفاة البحار
اتعلمين يا حبيبتي ، ان البحر الازرق كعيناكِ و ساعٌ و مليئ بالرزق و المرجان .
كانت هذه اخر كلماتي لها قبل ان تموت في حادثة هزت عرش البحار ، فلقد توفيت في عام ١٩٩٨ في اول شهر ديسمبر .
في هذا اليوم سمعت السماء و الارض صريخ قلبي و شاهدو فيضان عيناي فلقد خسرت كل ما لدي .
اسمها جميلة ، نعم فهي كانت جميلة حقا ، تري عيناها فتسبح في الكون و تسمع صوتها كانه عزف و ما بالك بلمساتها الناعمة التي تذهب من جسدي الارهاق و التعبِ .
في اليوم التالي ذهبت للبحر و لم ابحر كعادتي ولاكن كغير عادتي بكيت و في فراقها اشتكيت فسمعت الاسماك شهيقِ و زفيرِ و سالتني لما تبكي يا بحار ؟
فادركت حينها انني لست علي ما يرام ، ففي ليلة خسرت كل شئ و عليا ان اتقبل كل هذا و اعيش وحيد .
ذهبت في المساء بعد البكاء الي احد الاصدقاء وددت الحديث معه عن ما حدث لي و ان افرغ ما بقلبي من حزن .
السلام عليكم يا وليد ، و عليكم السلام يا بحار كيف حالك ! تفضل تفضل لا تقف اما الدار ، بعد ان قدم لي الشاي عم الصمت فسالني سوال .
ما بك يا بحار ؟ لا اري السرور و لا اراك في البحار ماذا حل عليك ؟
لقد توفيت حبيبتي جميلة ، كيف و متي ؟؟
توفيت البارحة في يداي و هي غارقة في الدم لا ادري ماذا حدث و لا اعلم كيف توفيت و من فعل بها ذلك ولاكن الشرطة تقول انها محاولة انتحار ناجحة
و لاكنني سمعتها تقول حقي بين يديك يا بحار
لم ادرك لما قالت هذه الكلمات حتي هذه الساعة و لاكنني اشعر بان هناك شئ
اكبر بكثير من الانتحار ، ماذا تعني ؟ اتقول ان هناك من قتلها ؟ .
لا ادري يا وليد انا مشتت الذهن و التفكير اشعر و كأن هبت عاصفة جعلت غيوم السماء تعيق بصري ، اخلد الي النوم يا بحار و لا تبقي هكذا و اني معك حتي تصبح بخير .
ذهبت إلي فراشي و ادليت برأسي علي السرير فدمعت عيناي و لم تمر دقائق حتي نمت من التعب و الارهاق
ففي الغد سيحدث الكثير .....